أنهت أمانة مدينة الرياض (البلدية) تزيين شوارع العاصمة السعودية ابتهاجا بالعودة المنتظرة للملك عبد الله بن عبد العزيز بعد غياب عن المملكة دام اكثر من شهرين أجرى خلالهما عمليتين جراحيتين في الولاياتالمتحدةالامريكية نتيجة انزلاق غضروفي تكللتا بالنجاح. وعلمت 'يونايتد برس إنترناشونال'، 'أن أمانة العاصمة أكملت امس الخميس تزين الشوارع فيما عقدت اللجنة الأمنية اجتماعا لها الاثنين الماضي لتحديد مسار موكب الملك لدى عودته التي يتوقع أن تكون الأربعاء المقبل، فيما قالت مصادر مطلعة انه لم يتم تحديد يوم العودة ولكن من المؤكد أنها ستتم بين يومي الأحد والأربعاء الأسبوع المقبل. وأناب الملك عبد الله أخاه غير الشقيق الأمير سلطان بن عبد العزيز (86 عاماً) في إدارة شؤون البلاد أثناء غيابه. ومن المنتظر أن يستهل الملك عبد الله، الذي يحظى بشعبية جارفة لدى المواطنين السعوديين فاقت غيره من الملوك السابقين، نشاطه بالإعلان عن تشكيل حكومي جديد لانتهاء مدة الحكومة الحالية منذ نحو أسبوعين واتخاذ عدد من القرارات الإصلاحية إضافة إلى قرارات تتعلق بمشاريع تنموية جديدة وتقليص حجم البطالة في البلاد. واعتاد حكام المملكة الإعلان عن حكومات جديدة كل أربع سنوات. ونصت المادة التاسعة من نظام مجلس الوزراء 'مُدة مجلِس الوزراء لا تزيد عن أربع سنوات يتم خلالها إعادة تشكيله بأمر ملكي وفي حالة انتهاء المدة قبل إعادة تشكيله يستمر في أداء عمله حتى إعادة التشكيل'. وتشير مصادر 'يونايتد برس انترناشونال' إلى أن التغييرات ستطال عددا من الوزارات، إلا أنها امتنعت عن نفي أو تأكيد ما تردد عن إعفاء ولي العهد الأمير سلطان بن عبد العزيز من منصبه كوزير للدفاع والطيران بناء على طلبه، والاكتفاء بتوليه منصب ولاية العهد. والأمير سلطان بن عبد العزيز هو الابن الخامس عشر من أبناء الملك عبد العزيز الذكور، ووالدته هي الأميرة حصة بنت أحمد بن محمد السديري. وتولى في عهد أبيه رئاسة الحرس الملكي في الرياض، وفي العام 1947 عُين أميراً على الرياض، وعين عضواً في مجلس الوزراء بعدما تم تعيينه وزيراً للزراعة في 1953 عند تشكيل أول مجلس للوزراء في السعودية. وساهم في عملية توطين البدو ثم عين وزيراً للمواصلات 1955، وفي 21 تشرين الأول أكتوبر 1962 عين وزيراً للدفاع والطيران ولا يزال يتولى مسؤوليته حتى الآن. وفي يوم 13 حزيران يونيو 1982 أصدر الملك فهد بن عبد العزيز أمراً بتعيينه نائباً ثانياً لرئيس مجلس الوزراء، وفي الأول من آب أغسطس 2005 أصدر الملك عبد الله بن عبد العزيز أمراً ملكياً بتعيينه ولياً للعهد ونائباً لرئيس مجلس الوزراء ووزيراً للدفاع والطيران. وقالت المصادر أن الأمير سلطان سيغادر الرياض إلى المغرب فور الإعلان عن التشكيل الوزاري لتمضية فترة نقاهة هناك بناء على نصيحة طبية. وكان الملك عبد الله تولى أمور البلاد في آب 2005 خلفا للراحل الملك فهد بن عبد العزيز. وقالت المصادر ان تغيير وزير الخارجية الأمير سعود الفيصل نظرا لحالته الصحية أمر يعود إلى الأمير سعود نفسه وقدرته على مواصلة مهامه، وهو الأمر نفسه الذي ينطبق على وزير النفط المهندس علي النعيمي. ويشار إلى أن الأمير سعود الفيصل أجرى عدة عمليات جراحية في الولاياتالمتحدةالامريكية. والنعيمي، كوزير للبترول في أكبر بلد مصدر للنفط في العالم والزعيم الفعلي لمنظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك)، كان الصوت الأكثر تأثيرا في أسواق الطاقة العالمية منذ تعيينه في منصبه العام 1995. وتردد في وقت سابق أن المجلس الأعلى للبترول الذي يرأسه الملك عبد الله طلب من النعيمي (75 عاما) ترشيح من يعتبرهم الأنسب لخلافته. وقالت المصادر ان الترشيحات تشمل محمد الصبان وعبد الله الجمعة. وعمل الصبان لوقت طويل كبيرا للمستشارين الاقتصاديين للنعيمي في وزارة البترول وكبيرا لمفاوضي المملكة في محادثات الأممالمتحدة بشأن المناخ. وتولى الجمعة رئاسة شركة ارامكو السعودية للنفط خلفا للنعيمي قبل أن يترك المنصب في عام 2008. وانضم لمجلس إدارة شركة الخدمات النفطية الأمريكية هاليبرتون في تموز يوليو الماضي. ويمكن أن تكون هناك ترشيحات منفصلة من أعضاء آخرين بالمجلس الأعلى للبترول. ولدى النعيمي الفرصة لإضافة ترشيح ثالث. ويبقى القرار الأخير في يد الملك عبدالله. وسأل صحافيون النعيمي خلال اجتماع لأوبك في كيتو العام الماضي عما إذا كان يعتزم التقاعد فقال ضاحكا 'ان الوزراء لا يتقاعدون'. وسيكون خليفة النعيمي في حال إعفائه خامس وزير للبترول في تاريخ المملكة بعد عبدالله الطريقي (1960-1962) وأحمد زكي يماني (1962-1986) وهشام ناظر (1986- 1995). وبحسب المصادر، فإن من المتوقع حدوث تغييرات في أسماء المناطق والوزراء وشاغلي مراتب الوزراء ونواب الوزراء الذين يعينون بأمر ملكي.