مكة أون لاين - السعودية ليس من المصلحة الاجتماعية على الأقل أن يذهب البعض الى النبش في التاريخ ، الخطورة هي ذاتها مقابل القفز على التاريخ ايضا . ومما تجدر اليه الإشارة في هذا الشأن أن حاضر الايام يعج بدلائل النبش ومؤشرات القفز ، البعض في أي مجتمع يذهبون الى تقديم انفسهم في مقام النخبة وأحيانا في مقام الصفوة وثمة من يتخذ من القفز على التاريخ وسيلة للحاق بالنخبة ورفيعي المقام الاجتماعي واختلطت بالتالي الامور ضد التاريخ والحقيقة . ليس من العيب أن يرتهن الانسان إلى واقعه الاجتماعي والمنزلة الاجتماعية التي انبثق منها ونشأ على تفاصيلها في ظل ثبات وجود الترتيب والمكانة في بناء أي مجتمع وبالذات القبلي ليكون المقبول في السياق أن يراعي الانسان مكانته في السلم الاجتماعي مع التسليم بأن أكرم الناس عند الله أتقاهم . من الحقيقة أن بعض الناس وبالذات في المجتمعات القبلية بشكل عام أتعبوا أنفسهم وبددوا إمكاناتهم في سبيل الشعور بالدرجة الاجتماعية الرفيعة رغم المسافة العازلة والمؤسف أن وسائل الاتصال الاجتماعية وبعض القنوات الفضائية الأهلية المتخصصة في رصد الاحتفالات وتوثيق المناسبات الشخصية بأجر ساهمت في هذه الازمة الاجتماعية الحادة التي من شانها العمل على تدوير تسطيح فكر الاجيال والدفع بهم الى الاعتداد بالنفس والمكانة على اسس مفرغة من المنطق . ليس من مصلحة أي إنسان أن يعيش على وهم المنزلة القبلية الرفيعة المسيجة بأساطير التاريخ طالما أن مقابلته للحقائق واردة في أي لحظة بمعنى أنه ليس من العقل أن يوهم أي شخص أسرته أو مجتمعه القريب بعلو المنزلة الاجتماعية في معاكسة حقيقية للواقع الذي تعرفة بقية شرائج المجتمع اللصيقة أو القريبة . الفائدة والاستقرار النفسي في النزول الى الأرض وملامسة الواقع ومحاولة اثبات النفس والمكانة بالعلم وحسن السلوك وقبل كل هذا وبعده التقوى ومخافة لله . في الختام ليس ثمة ما هو أجمل من العيش على بساط الواقع وهذا أن كان يعني في سياق الحديث من حيث البداية القبول بالمكانة الموروثة المعلومة للأخرين والتصرف بين بقية شرائح المجتمع الداخلي أو الخارجي في حدودها فانه لا يعني أن ينعزل الانسان عن تطوير ذاته وتحسين ظروفه بالوسائل المعترف بتأثيرها في تحسين بناء الانسان وتجويد مكانة أسرته عبر التاريخ وهذه الوسائل معروفة لدى الغالبية وعلى راسها التحصيل العلمي ويناء المدارك على أساسات وقواعد تقدم الالتزام الديني والسلوكي على ما سواها . أقول لبعض شرائح المجتمع فضلا راجعوا أنفسكم وتلمسوا مكانتكم الطبيعية ، تراجعوا عن المزايدات الاجتماعية وتقديم أبنائكم الى قادم الأيام بطريقة فيها من التسطيح والقفز على التاريخ ما لا يخدمكم . وبكم يتجدد اللقاء.. [email protected]