الاقتصادية - السعودية تسمع موسيقى معينة، فتتملكك الرغبة في تناول نوع من الطعام: هامبرجر، بروست... إلخ. تدخل إلى محل، فتتسرب إلى أنفك روائح تحفزك على سلوك شرائي معين. كل هذه التفاصيل، يتم تطبيقها وتأتي ردود الأفعال عليها بطريقة لا شعورية. وهناك حديث لا ينتهي عن موسيقى صاخبة تبعث رسائل خفية تحرض وتحفز على القتل. أخيرا بدأت الشكوى تتزايد عربيا من تأثيرات المخدرات الرقمية. والمخدرات الرقمية عبارة عن ملفات موسيقى يتم تسويقها من خلال الإنترنت، وهذه الملفات تعطي من يخضع لها إحساسا شبيها بإحساس من يتعاطى المخدرات. ولا يحتاج الأمر سوى سماعة في الأذن وتعليمات أخرى مصاحبة للدخول في نفق المخدرات الإلكترونية. والحقيقة أن الفديوهات التي ترصد حالات من يتعاطون هذه الآفات سمعيا، تعكس خطورة تسلل مثل هذه الممارسات إلى العالم العربي. والتحدي يبدو كبيرا أمام مؤسسات التربية وأمام المجتمع والأسرة. فالأجهزة الذكية نعمة قد تتحول إلى نقمة. ولا يمكن لأي إنسان الزعم أن بإمكانه إحكام الرقابة على المحتويات التي يتلقاها النشء. من المؤسف أن تجد منتديات محلية على الإنترنت تروج لمثل هذه المخدرات، وتحفز البعض على تجربتها، في ظل جهل كثيرين بهذا الداء الذي يتسلل بصمت. وأظن أن الإجراء الذي تم الإعلان عنه من قبل اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات، بوجود تنسيق بين الإدارة العامة لمكافحة المخدرات وهيئة الاتصالات لمواجهة هذه الظاهرة. لكن من المهم أن يكون هناك وضوح في التعاطي مع المسألة ورسائل إعلامية وتربوية واضحة، تحذر الجيل الجديد من التعرض لمثل هذه المخاطر. إن هذا الأمر مهم. فالوقت لم يعد يعترف بالصمت حتى لا يتأثر البعض بالتوعية بشكل مضاد. فهذا الكلام - رغم وجاهته - تضعفه أسوار العولمة المفتوحة.