فيما تداول السعوديون خلال اليومين الماضيين وعبر أجهزة مواقع التواصل الاجتماعي، تقارير إعلامية لمواقع كشفت عن إقبال شباب في بعض الدول العربية ومنها لبنان لاستخدام "المخدرات الرقمية"، أو ما بات يعرف ب"التعاطي الإلكتروني"، شددت اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات أمس على ضرورة دراسة الظاهرة والعمل مع الجهات المعنية لحظر المواقع التي تروج لها. وأكد الأمين العام للجنة الوطنية لمكافحة المخدرات عبدالإله الشريف ل"الوطن" أن مستشاري اللجنة يقومون بدراسة "المخدرات الرقمية" وكيفية مواجهتها، مشيراً إلى أن هناك رسالة تم تداولها خلال اليومين الماضيين عبر مواقع التواصل الاجتماعي توضح تعاطي بعض الشباب اللبنانيين للمخدرات الرقمية. وأضاف الشريف في حديثه للصحيفة "على إثر ذلك وصل للجنة الوطنية لمكافحة المخدرات الكثير من الاتصالات التي تستفسر عن الأمر، ونشير إلى أن المخدرات الرقمية موجودة منذ زمن، وهي عبارة عن ملفات صوتية يتم تحميلها من مواقع إلكترونية متخصصة، ويصحب استخدامها تشنجات وإغماءات". وأوضح الأمين العام للجنة الوطنية لمكافحة المخدرات، أن هذا السلوك لا يقبل عليه إلا مدمنو المخدرات، الذين لم تعد تنفعهم جرعات المواد المخدرة التي يستخدمونها، وبالتالي توجهوا لهذا الأسلوب. وطالب الشريف بوقف نقل هذه الرسالة، التي قد تدعو لتجربة هذا النوع، متخوفاً من أن تلقى هذه الرسائل، رواجا كما حدث من انجراف البعض للمخدرات بسبب "نكت المحششين"، التي ثبت أنها تروج لمادة الحشيش، مؤكدا أن اللجنة رصدت الإقبال الكثيف على "الحشيش" بعد تداول المجتمع لرسائل "الضحك" تلك، لافتاً إلى أنه وبعد التوقف عن نقل وتداول تلك الرسائل انخفضت أعداد متعاطي الحشيش. وأوضح الشريف أيضا أن هناك توجيها من مدير عام مكافحة المخدرات اللواء أحمد الزهراني بالتنسيق مع هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات بحجب وحظر المواقع على شبكة الإنترنت التي تروج للمخدرات الإلكترونية، وطالب الشريف بعدم تداول ونقل أي رسالة مشبوهة عبر مواقع التواصل الاجتماعي وإبلاغ الجهات المعنية عنها. يذكر أن المخدرات الرقمية تتسبب بنقل متعاطيها إلى اللاوعي وتهدده بفقدان التوازن الجسدي والنفسي، بالإضافة إلى أن المخدرات الرقمية مبنية على تقنية قديمة تسمى "النقر بالأذنين"، اكتشفها العالم الألماني هنري دوف، وهناك مواقع تبيع جرعات المخدرات الرقمية وتتراوح قيمتها بين 10 و30 دولارا. وتتم تجارة هذا النوع من المخدرات عبر الإنترنت، فى شكل ملفات صوتية (mp3) تحمل أولاً بشكل مجاني كعينة تجريبية، وتوقع المستمع ضحية الإدمان. ويمكن استخدام هذه المخدرات عبر العديد من التطبيقات للكمبيوتر والهواتف المحمولة والأجهزة اللوحية، ومن ثم تبيع هذه الملفات الصوتية - التي تتراوح قوة الصوت بها بين أقل من 1000 إلى 1500 هيرتز، وبإمكان أي جرعة زائدة أن تفتك بدماغ المستمع. وينصح موقع بيع المخدرات الرقمية بشراء كتاب توجيهات وهو عبارة عن 40 صفحة به جميع المعلومات عن هذا المخدر وطريقة تعاطيه.