مال - السعودية كيف نخلق جيل مقتصد ، على من تقع هذه المسئولية ، كيف نجعل للأرقام دور فعال في حياتنا ، كيف نوجد العائلة الاقتصادية، والطفل الاقتصادي، والرجل والمرأة الاقتصاديان ، كيف نوجد ذلك الهوس الإيجابي بأن نكون عمليين جدا في حياتنا، ونجعلها تتحدث بالأرقام لصالحنا، لصالح الراتب الذي يتم إستهلاكه قبل أن يحط رحاله في حساباتنا، أو ان يستقر ما تبقى منه في جيوبنا. أعلم بأن الكلام سهل، والتنفيذ بالنسبة لنا صعب، ولكي يتضح الكلام أكثر، ساسرد لكم حكاية ( سمعتها من إحدى الصديقات عن إمراة من أقاربها ، كانت تؤمن بالمقولة الشهيرة ( أجمع القرش إذا سقط ، فإن السيل من النقط ) هذه السيدة استفادت فيما بعد من سيل القروش بعد سنوات من الجمع والترقب لأي فرصة ترى فيها قرشا ساقطا حتى لو كان لايساوي إلا القليل، لقد كان لكل رنين أو لمعان تراه ذا قيمة تقدرها وتحمد رازاقها عليها، كانت تعتمد النية الحسنة في أن ماستجمعه سيكون جزءا منه لوجه الله تعالى، والجزء المتبقي تدخره لأولادها في حياتها ومن بعدها، وهكذا تمر السنين ليصبح ماجمعته السيدة مبلغا محترما جدا بدأت به مشروعا عقاريا بسيطا، انتهى إلى أكثر من مشروع ناجح، وعندما تراها وهي تشتكي من قلة الوقت في إدارة مشاريعها ستدرك أن ماخططت اليه من البداية كان على أسس صحيحة وثابتة بالرغم من بساطة الطريقة المتبعة في التنفيذ للوصول إلى الاهداف مهما طال الزمن، وتقادمت الأيام . لقد أصابت الهدف الذي جعلته نصب عينيها، حتى أصبحت تعيش في رغد من العيش يحسدها عليه الكثيرون ممن لايعرفون سوى الشكوى من الوضع والاوضاع وقلة الحيلة في مواجهة ( نكبات اخر الشهر ) التي لاتخفى على الكثير منكم، وقد يقول قائل منكم ان هذه القصة بالتاكيد لم تحصل في وقتنا الصعب هذا، حيث الغلاء والتلاعب بالاسعار كيفما يريد التاجر حتى وان كان عامل محطة، او حتى بائع في بقالة متواضعة، وأنا أقول ليس من الضروري اتباع نفس طريقة السيدة في الادخار والتخطيط، وانما الاستفادة من طريقة نظرتها للحياة، وكيف انها ستجعل جزءا يسيرا من حاضرها يمهد لمستقبل باهر، مبني على استغلال مايتوفر في ايدينا من مواد بسيطة حتى ولو كانت مجرد قروش تقع ارضا ولايكاد ينتبه احدا لها سوى من يعرف قيمتها ، وقيمة الوقت في مراقبتها تنمو ، لتحقق اهدافا امتلأت بها عيونأ تعرف كيف تخطط وتنفذ ! .