المدينة - السعودية [ 6 مايو ] كل شئ حولنا يؤكد أن أشرس كائن ضد نوعه هو: الإنسان. يجب أن يُضاف هذا المخلوق إلى قائمة: الحيوانات المفترسة! [ 7 مايو ] يتكئ على عصا معدنيّة. يقف ليلتقط أنفاسه عند كل عتبة. في أذنه اليمنى مُعلّق «شئ» صغير، لا أدري هل هو سمّاعة أم شريحة إلكترونية! في يده اليسرى كيس أدوية.. ويُفكر بآخر سلالة أنتجتها «الفايروسات» التي ستقضي عليه ذات يوم. في منتصف الدرج - حيث التقينا - أخرج محفظته، وبيدين مرتعشتين أخذ يقلبها وهو يحملها هي والكيس والعصا.. سقطت منه: تبعثرت منها حياته على شكل أرقام سريّة وعلنية، وبطاقات بنكية/ صحية/ هاتفية، وثلاثة كروت لعيادات نفسية مختلفة... انحنيت لأحملها، وأعيدها إليه. أول شئ سقطت عيني عليه بطاقة هويته.. قلت: أنت؟! قال: نعم... أنا «العَالَم»!! [ 9 مايو ] الليلة أشاهد الفيلم للمرة الثامنة، أو التاسعة! ترتعش كل خلية بجسدي عندما يصرخ في ذلك المشهد: حُريّة. لو لم يصنع «ميل غيبسون» في السينما سوى فيلمه العظيم «القلب الشجاع» لكفاه هذا لكي أراه ممثلاً ومخرجاً عظيماً. جعلني أحب الأسكتلنديين، وموسيقى القرب، والحزن الشهي في عيون «صوفي مارسو». [ 11 مايو ] مخيفٌ جداً أن تؤمن جماعة ما بأن الفعل الشرير هو الطريق الوحيد إلى الخير! [ 13 مايو ] الجغرافيا انتهت! الخطوط المتعرجة التي تراها على الخارطة تكاد تتلاشى. بطاقة بنكية لحساب جيّد، وهاتف ذكي: هذا كل ما تحتاجه لتتحوّل أي مدينة في هذا العالم كأنها مدينتك. أنت: كائن «معولم».. تستطيع أن تتابع شئون حياتك من أي بقعة، تتابع حساباتك، تطمئن على أصدقائك، تخبرهم عن تفاصيل وطعم الوجبة التي تناولتها البارحة. عبر هاتفك تعرف حالة الطقس للمكان الذي ستتجه إليه غداً.. تجهّز المظلة ليوم ممطر قبل أن تتشكل السُحب. كانوا يقولون قبل عشر سنوات، مع بدايات انتشار الإنترنت: العالم أصبح قرية. قلت وقتها: العالم أصبح غرفة.. أحياناً، تجد مفتاحها في جيب ولد مراهق! الآن: العالم في جيبك.. في هاتفك الذكي! الجغرافيا انتهت.. لكن: ماذا تفعل ب «التاريخ» الذي يطاردك ويطاردهم، ويقول: إن جدك قبل ألف عام قتل جده؟!! الجغرافيا انتهت.. لكن التاريخ يمارس هوايته المُفضلة ويُعيد رسمها وتشكيلها من جديد. [ 15 مايو ] سريرك الفخم وفراشك الوثير لن يمنحاك ما أحصل عليه من النوم المريح على فراشي الممزق! [ 17 مايو ] المال العربي يستطيع أن يصنع أي شئ.. إلا التنمية الحقيقية: يأتي بشخص منسيّ.. يقوم بتنظيفه وتلميعه.. يشتري له الأعوان، والأصوات المأجورة، والمنابر.. يُسلط الأضواء عليه.. يقنع الجماهير أنه لا حل لها سواه.. يقوم بتصديره ك «بطل» تنتظره الناس ليخلصهم من بؤسهم وضياعهم. بعد فترة، يتشكل إلى «طاغية» بنسخة مُنقحة وجديدة. ونفس الجماهير التي لعنت سلفه ستقوم بالتصفيق له والهتاف باسمه! [ 18 مايو ] أقل ما يقال عن زياد: أنه ابن فيروز. أجمل ما يُقال عن فيروز: أنها أنجبت زياد. [ 20 مايو ] القانون يعاقبك عند ارتكاب الخطأ. الأخلاق تمنعك من ارتكاب الخطأ. [ 23 مايو ] لا أستطيع أن أفهم «إنسانية» هذا المجتمع: يتابعون بقلق - عبر الشاشة - المحاولات الجادة لإنقاذ حياة قطة تعلقت في أعلى الشجرة.. وعلى القناة الثانية: ثلة من رجالهم يقومون بإبادة قرية في أفغانستان!! [ 24 مايو ] هذا المساء رقصت الفاندانغو على إيقاعات لاعبي ريال مدريد. النادي الملكي : ملك الأندية. [ 25 مايو ] البلاد التي تمنح القيود للشرفاء، والامتيازات للصوص: هي في طريقها إلى الخراب. بلاد لم تفهم الماضي، ولن تصل إلى المستقبل. twitter | @alrotayyan [email protected]