هذا هو تفسير (الغرب) لحكايات (الشرق): (علاء الدين): أنت. (المغارة المليئة بالكنوز): الإنترنت. (افتح يا سمسم): كبسة زر. بعد هذا ستصبح غرفتك (بساط الريح)، وسيخرج لك (المارد) من (المصباح السحري)/ الشاشة الساحرة، ليقول لك: شبيك لبيك (محرّك البحث) بين يديك! (1) كم هي طيبة ورائعة هذه الإنترنت.. كم هو جميل هذا الفضاء المفتوح.. هل هذه هي «العولمة»، و«البث المفتوح»، وبقية الأشياء التي كان يحذّرنا منها الخطباء، والفقهاء، والمفكرون العرب في أواخر تسعينيات القرن الماضي؟!.. كانوا يخافون على «خصوصيتنا» من تلصص الأجنبي!.. كأننا كائنات لا علاقة لها بكوكب الأرض، وما يحدث فيه من تحوّلات وتغيّرات.. كأننا خارج هذا الزمان. يخافون علينا من أي هواء جديد؛ حتّى لا يهب علينا ويطيّر الشماغ من فوق رؤوسنا الطيّبة المؤمنة. وين نروح من جمايلك يا عمّنا بيل غيتس أنت وبقية مطانيخ الإنترنت؟.. روح يا شيخ الله يوفقك! الآن.. لو قام رجل من دلهي بضرب زوجته.. لعرفنا بالخبر قبل أن يتم علاج عينها المفقوعة.. وقبل أن تخرج من المستشفى، ستجد ثلاث حملات على «الفيسبوك» تدين العنف ضد الزوجات.. الآن لو قام «أبو صالح» بكفش «صالح» وهو يتتن في سطح المنزل، وقام بعمل اللازم معه لوجدت الخبر بعد دقائق في «إخبارية الديرة».. وخلال ساعة ستجد حملة ضد “أبوصالح” تطالب بنزوله من السطح ومعاقبته على القمع الذي يمارسه ضد صالح، وعنوان الحملة (يسقط أبو صالح... من السطح).. وستكون هناك حملة مضادة بعنوان (حيلك فيه!). (2) أول شيء فعلته هذه الإنترنت الرائعة -وخاصة في عالمنا العربي- أن منحت المنابر للجميع.. كل مَن يستطيع كتابة جملة مفيدة، (أو حتى جملة غير مفيدة) له الحق أن يقول كلمته، ويرفع صوته، وأجمل ما فعلته هو أن قضت على كائن عجيب اسمه «الرقيب». (3) الإنترنت: نعمة للشعوب، ونقمة للأنظمة التي ما تزال تعيش في الألفية الماضية. الإنترنت: بساط الريح، ومغارة علاء الدين... وخصومها: “الأربعين حرامي”! الإنترنت: ورقة إلكترونية، وشاشة ساحرة، وإذاعة حرة.. مفتوحة لكل الناس؛ ليطاردوا من خلالها الحقيقة.. وأحيانًا يشاركون بكشفها وفضحها! (4) لماذا طوال هذا المقال؟ أتحدث عن الإنترنت بصيغة المؤنث؟ حتّى هذه اللحظة لا أعرف: هل هو مذكر أم مؤنث.. الأكيد: أنها منحتنا (الحقيقة)، وهي أنثى.. كلّما تعرّت أكثر أحببناها أكثر.. وعند الحقيقة.. العري: شرف، والستر: عهر! [email protected]