مكة أون لاين - السعودية يقال إن ثابت بن جابر بن سفيان بن عميثل بن عدي بن كعب بن حزن، الشاعر المشهور بلقب (تأبط شراً) إنما لقب بهذا اللقب «لأن أمه قالت له: إن إخوتك كلهم يأتونني بشيء إذا اغتدوا إلا أنت، فقال سآتيك الليلة بشيء. ومضى واصطاد من أكبر الأفاعي قدراً كبيراً ملأ به جراباً تأبطه، وأتى به أمه وأفرغه بين يديها، فسعت الأفاعي تملأ البيت، فوثبت وخرجت صائحة حتى اجتمعت نساء الحي حولها وسألنها: ماذا أتاك به ثابت؟ قالت: أتاني بأفاع في جراب. قلن: وكيف حملها؟ قالت: تأبطها. قلن: لقد تأبط شراً، فلزمه (تأبط شراً). الغريب في هذه الشخصية أنها تتكرر في كل مراحل التاريخ دون استثناء. بل إنها تصغر وتكبر بحسب القوة المجتمعية لتلك الشخصية.. ومقومات هذا الشر، حين يستيقظ الشر مبكرا في الإنسان، ويتربى وينمو مع تلك المقومات. ومقاصد الشر عادة تختلف من شخص لآخر، ومن مجال لآخر. وخاصة من أولئك النفر الذين يسهل اختراقهم، ويمكن تشكيل وعيهم عبر معطيات الإنسان الشراني. وقد يسقط في براثن هذه الشخصية الشرانية الكثير من العقلاء والنبلاء والشرفاء، عبر قابلية فورية وسريعة الاستجابة، ولأن (الكلمة الخبيثة) أنصارها ومنتجوها أقوياء وفاعلون، ويفعلون ما لا يقولون، فإنها تساعد الشر على تنفيذ أغراضه وأهدافه. يا جماعة الخير، ياجماعة المسلمين! يا أهل المجتمع: علينا وعليكم الحذر.. ثم الحذر.. ثم الحذر من شخصيات تحمل مؤهلات ومقومات تأبط شراً، فإنها منتشرة وتفسد علاقتنا الحميمة فيما بيننا. والله يسترنا فوق الأرض، وتحت الأرض، ويوم العرض، وساعة العرض، وأثناء العرض.