روافد - السعودية تخيل معي ذلك الموقف حينما دخل رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) المسجد يوماً ورأى رجلاً من الأنصار يُقال له أبو أمامه فقال له النبي ( صلى الله عليه وسلم ) ( مالي أراك جالس في المسجد في غير وقت صلاة ) فقال يا رسول الله همٌ نزل بي وديون لزمتني فقال عليه الصلاة والسلام :( ألا أعلمك كلمات إن قلتها أذهب الله همك ) قال قلت : بلى يا رسول الله قال : ( قل إذا أصبحت وإذا أمسيت ( اللهم إني أعوذ بك من الهم والغم , ومن العجز والكسل , وأعوذ بك من الجبن والبخل , وأعوذ بك من غلبة الدين وقهر الرجال ) ، نعم هي الحياة هكذا بين أخذ وعطاء وتستمر الحياة ويستمر الإنسان في العيش فيها بين حالٍ وحال وهو يتقلب بين الأفراح والأحزان ، وبكل تأكيد لن يختلف اثنان على أنها سنة الله في خلقه وكونه ولكن ؟ أليس من بيننا نحن البشر من هو راضي بما قسم الله له ؟ ومن هو يعيش بيننا وهو ساخط سواءً شعر أو لم يشعر ، كم نحن في زماننا هذا بحاجة للأمل بكل شيء ؟ تحسُن حال ، ونصرة دين ، وحصولاً على وظيفة ، ورزقاً بمولود ، وشفاء مريض ، وتفريج هم ، وقضاء دين . ويبقى الأساس في هذا كله وغيره الأمل بالله أولاً وأخيراً ، ليس بعد مشيئة الله مشيئه ، وليس بعد قضاء الله أمراً آخر إلا أن يشاء الله . كم من البشر من يفقد الأمل عند كل مصيبة ، ويفقد لذة العيشة بسبب حرمانه من أمرٍ ما ؟ عجباً لهؤلاء الناس ! أين الأمل بالله والتوكل عليه ؟ فبه تزول الهموم ، وتنقضي الحاجات ، وتنفرج الكربات ألا يعلم هؤلاء وغيرهم أن الله قد قضى الأقدار والأرزاق وقسمها بين الخلق قبل أن تخلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة . كم من إنسانٍ يسخط لأنه لم يجد وظيفة ؟ وكم من عزباءٍ ضاقت بها الأرض بما رحبت لأنها لم تتزوج ؟ كم من مطلقةٍ ندمت على طلاقها ؟ كم من زوجةٍ أقامت الدنيا ولم تقعدها بسبب زواج زوجها عليها ؟ كم من مريضٍ يعاني الليل والنهار ألماً ويبكي على حاله ؟ ألا يعلم هؤلاء وغيرهم أن الخيرة فيما اختارها الله لهم ، و أن الأمور بيد الله وحده يقلبها كيفما يشاء ، وأن الله يبدل من حالٍ إلى حال في طرفة عين . فكيف لهؤلاء أن ألا يرضوا بما قد قسمه الله لهم ؟ لتعرف كم أنت بنعمةٍ ؟ انظر لنعمة الإسلام ، والأمن والأمان ، ورغد العيش ، وسلامة الأعضاء ...وغيرها من نِعم الله عليك ، ولا تنظر إلى ما في أيدي الناس فهي الأرزاق مقسمة كما يعلم ربك لمن له الغنى خير ، ولمن له الفقر خير فأنفض عنك غبار العجز ، وفك قيود الألم ، واخلع نظارة التشاؤم ، واقطع سلاسل اليأس ، وعش حياتك بالأمل ، والتفاؤل ، والإيجابية ، والتعلق بالله ، والتوكل عليه ، وانتظر الغد والمستقبل الجميل ، ولا ينطق لسانك إلا بالجميل كجمال الأمل بالله ؟ وكم هو خير معين ؟ لا تركن إلى العجز والكسل بل شد الهمة ، واعقد العزم على فعل الأسباب ، وابدأ كل يوم في حياتك بقول ما قاله المصطفى لذلك الرجل الذي رآه يجلس في المسجد حينما أثقل الدين كاهله والهم والغم ملازمه فقال له المصطفى قل ((اللهم إني أعوذ بك من الهم والغم , ومن العجز والكسل ، وأعوذ بك من الجبن والبخل ، وأعوذ بك من غلبة الدين وقهر الرجال )) وتذكر دائماً أن الحزن والهم لن يقضي الحاجات ، ولن يفيد الإنسان في أمره عاجلاً وآجلاً ، وإنما يضيق الصدر ، ويزيد الإنسان كبر في السن ، ويضيق صدور من حولك بهمك . فقرر من هذا اليوم بل من هذه اللحظة أن تبدأ حياة جديدة وتطلق العنان لنفسك بالعيش بالأمل بالله ، والتوكل على الله حق التوكل ، وبذل الأسباب وفعلها ، واجعل أمام عينيك في الحياة قول الله تعالى (( يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله ))وقوله تعالى (( إن الله لا يغير ما بقوماً حتى يغيروا ما بأنفسهم )) فاعزم وتوكل على الحي القيوم الذي لا يخيب من رجاه ، ولا يرد من دعاه فلتلجأ إلى الله بالدعاء في كل حالاتك في السراء والضراء ، واعرف الله في الرخاء يعرفك في الشدة ، وأعلم أن العسر لا يغلب يسرين ، وما ضاقت إلا قرب الفرج من الله ، وللقضاء على الهم والغم ، وفتح صفحة جديدة في حياتك طبق تلك الخطوات التالية : 1- أبدأ يومك بأذكار الصباح والمساء ، والأدعية المأثورة . 2- حافظ على صحتك الجسدية ، والعقلية بالأكل المنتظم ، والقراءة . 3- لا تصاحب إلا المتفائلين ، وابتعد قدر المستطاع عن مجالس السوء واللهو . 4- خطط لحياتك ، وابدأ يومك ، وبادر على بذل نفسك بمساعدة الآخرين . 5- لا تجعل الأفكار السلبية تسيطر على عقلك ، واستبدلها بالأفكار الإيجابية . 6- امسح من قاموس كلماتك لا أستطيع صعب مستحيل ، واستبدلها سأحاول . 7- لا توهم نفسك بأن غيرك هو من يقودك ، ويغير حياتك ، ولا تسمح لأحداً أن يفعلها . 8- اعرف أن الحياة لا يمكن أن تدوم على حال فأدعو الله أن يبدلها للأحسن . 9- افعل الخيرات ، وحافظ قدر المستطاع على السنن ، واعلم أن مع الصبر الفرج. 10- ولا تنسى أن الدعاء هو سلاح المؤمن ، وسهام الدعاء لا تخيب . *مدرب معتمد في تطوير الذات والعلاقات الأسرية والزوجية @khaled2191