ييسر الله الرزق على من يشاء من عباده، وهذا أمر ليس للعبد حول ولا قوة فيه، فعليه بذل السبب والسعي في الأرض ويدعو الله بالرزق والبركة، ولعلي في الوسط الرياضي ومن خلال متابعتي أعرف أخبارًا معينة عن بعض الرياضيين خاصة اللاعبين السابقين الذين يسّر الله لهم الرزق من أموال الاحتراف وغيرها.. ووفقهم الله للستر في الحياة والرزق الطيب، ولا أريد أن أُسمي أحدًا، الله يزيدهم من فضله، ولعلي أذكر لكم قصة صحابي كان يشكي هم ديونه للحبيب صلى الله عليه وسلم وهو أبو أمامة حيث قال: يا رسول الله عليَّ ديون ركبتني وأصابني الهمّ وغلبني الدين الذي هو هَمّ الليل وذل بالنهار - فقال صلى الله عليه وسلم: (ألا أُعلِّمك كلمات إذا قلتهن أذهب عنك همّك وقضى دينك). صلوات ربي وسلامه عليه ما ترك باب خيرٍ إلاَّ ودلنا عليه، ولا سبيل هدى ورشد إلا وأرشدنا إليه، فجزاه الله عنّا خير ما جزى نبيًا عن أمته.. قال: بلى يا رسول الله، قال: (فقل إذا أصبحت وإذا أمسيت: اللهم إني أعوذ بك من الهمِّ والحَزَن والعجز والكسل، وأعوذ بك من الجبن والبخل، وأعوذ بك من غلبة الدين ومن قهر الرجال). تعلمها أبو أمامة ثم مضى، فالتقاه النبي صلى الله عليه وسلم بعدها بأيام فقال: ما خبرك يا أبا أمامة. قال قضى ديني وفرَّج همي.. لماذا حدث ذلك سريعًا لهذا الصحابي، السبب أن الكلمات خرجت من قلب صادق يعلم أنَّ الله على كل شيء قدير.. فالدعاء حبلٌ متين وعصمةٌ برب العالمين، فإذا أراد الله أن يرحم المهموم والمغموم والمنكوب في ماله ودينه ألهمه الدعاء وشرح صدره بسؤال الله جل وعلا الذي بيده خزائن السماوات والأرض وهو الغني الحميد (مَا عِندَكُمْ يَنفَد وَمَا عِندَ اللهِ بَاقٍ)، فإذا فتح الله على العبد في الرزق، فهذا فضل عظيم وعليه شكر الله والصدقة حتى ينمو ماله، وعلى الرياضي الذي لم يُوفق في استثمار ماله -خاصة اللاعبين- أن يستفيد من تجارب زملائه الناجحين، ويستعين بأصحاب الخبرة حتى لا يخرج من الملاعب وهو لم يستفد مما حصل عليه من أموال، فيندم على ذلك كما حصل لسابقيهم الذين خسروا أموالهم لعدم توفقهم في استثمارها، فأضحى يمد يده لغيره، فلابد من تنبّههم لذلك، فمثل هذا اللاعب ربما أنفقها دون تفكير ودون بصيرة، فخسرها دون أن يشعر، فعلى الجيل الحالي الاستفادة من تجارب غيره، ويحرص على فعل الخير لتنمية ماله (ما نقص مال من صدقة).. وفقنا الله جميعًا لما يحب ويرضى.