الرياض - السعودية النظام المروري المتكامل هو المطلب. ساهر أتى لنا وهو "جزء" من نظام كلي للمرور أو هكذا يفترض، عدد وفيات عام 2009 كان يصل يوميا 17 انسانا بدون ساهر .اليوم وصل 21 أو أكثر وفق الإحصاءات الرسمية مع وجود ساهر، والمخالفات بالملايين، ماذا يعني كل هذا؟؟ هذه ذكرتني بدراسة نشرت مع منتدى الرياض الاقتصادي بأنه مع قدوم هيئة مكافحة الفساد زاد الفساد! لنتفق على أن ساهر "كمبدأ" جيد ومطلب حقيقي، نظم الإشارات التي تتوفر بها الكاميرات، خفف السرعة، كل ذلك داخل المدن، ولكن ماذا عن خارج المدن؟ الدراسة تقول 60% من الوفيات خارج المدن أي على الطرق السريعة بين المدن؟ ماذا يعني أيضاً؟ إن السرعة هي أساس الحوادث. ماذا عن داخل المدن "وقوف خاطئ – التفحيط – تجاوز الخاطئ – عكس السير- احترام الإشارات بدون كاميرات – نوع السيارات المتردية ولا زالت بالشوارع – الوقوف الصحيح بجانب رصيف أو إشارة – اعتراض الشوارع – تغطية لوحات – الدوار وما يحدث به – حزام الأمان – استخدام الهاتف النقال.... عشرات وعشرات المتطلبات المرورية". ساهر للواقع لم يخدم حتى الآن بدرجة مقنعة ولا كافية لتنظيم العبث المروري، بل أصبح مركزاً على جانبين فقط لا غير. يجب ان نقر أن "هيبة واحترام" المرور بأدنى مستوياته، الجميع يشاهد ولا احتاج شواهد، سأعرف أن المرور تحقق كنظام وانضباط حين أشاهد احترام "الإشارة – حزام الأمان – عدم استخدام الجوال بالقيادة – احترام الدوار" هذه ابرز ما يمكن أن يقاس عليه تحقق قانون وانضباط المرور، فهل هذا موجود الآن؟ الحقيقة تقول لا. ما السبب؟ نقص كوادر؟ ضعف القوانين؟ الواسطة؟ الخمول والكسل؟ أسباب كثيرة يمكن طرحها لكن الواقع يقول ان المرور ونظامه بلا "هيبة ولا احترام" تستطيع قطع إشارة بلا أي تأنيب ضمير أو خوف من عقوبه أو احترام للأرواح وغيره. الهيبة والوجود للمرور غائب، وإن أتى بأسلوب "الحملة" يوماً ويومين وتنتهي، وهذا كارثي لأنه يعيد للوضع السابق بأسوأ من سابقه. يجب أن لا يكون ساهر مجرد "منتج مادي"، ولا نقول لا تطبقوا قانون المرور مع أنه إذا طبق كاملاً سيكون العائد المادي أكبر، فالناس لم تتعود على النظام والقانون المروري لأنه "ضعيف" من الأساس، بل تجد رجل المرور نفسه لا يربط حزاماً ويستخدم الهاتف بالقيادة، المرور بحاجة لفكر جديد من الإدارة الحازمة التي لا تلين، ويكون شمولياً لا تصنيفياً في المخالفات، فالناس تموت أكثر والمصابون أكثر والمعاقون أكثر كنتيجة والغريب أن "ساهر" يزداد مالاً وريعاً يوماً بعد يوم، هناك خطأ وللأسف المرور مستمر به، إما عن جهل أو عدم معرفة أو لا نية لديه للإصلاح ووضع الحلول، وهي واضحة لاشك.