اشتهرت الساعات السويسرية بالدقة، واشتهرت بنوكها بالسرية للمحافظة على ثروات المشاهير، وجنبت سويسرا نفسها الصراعات السياسية، والحروب العسكرية، لذلك نالت الثقة من بقية دول العالم، لذلك فإن دعوة إيروين بولنجر نائب رئيس العلاقات الاقتصادية في وزارة الاقتصاد السويسرية، لدول مجلس التعاون الخليجي، لإقامة (شنجن خليجية) على غرار (شنجن الأوروبية)، جديرٌ بالاهتمام، ويقصد بأن تقوم دول الخليج العربي بمنح تأشيرة دخول موحدة لبلدانها، حيث يقول في مداخلة له خلال جلسة للمناقشات في المنتدى الخليجي السويسري عقدت مؤخرًا: لو أراد رجل أعمال أن يزور بلدان المنطقة المتقاربة جغرافيًا، عليه أن يذهب إلى أكثر من سفارة من سفارات البلدان الستة للحصول على تأشيرة دخول، وهذا يأخذ وقتًا وجهدًا ويُعقِّد من مهمته. حجم التبادل التجاري السنوي بين الطرفين بلغ ما يقرب من ثمانية مليارات دولار في العام الماضي، لصالح سويسرا 6.6 مليار دولار من الميزان التجاري بين الطرفين، أو ما يُعادل 80%، وتركت 1.4 مليار لصالح صادرات دول الخليج الست، وما يتكلم عنه المسؤول السويسري لا علاقة له بتأشيرة الحج والعمرة التي تختص بها السعودية، وإلا سوف تجد بعض البسطاء يأخذ تأشيرة للسعودية، ثم يتجه إلى دبي بحثًا عن المشاعر؟ إنما يقصد تأشيرات زيارة العمل فقط. ماذا تعني تأشيرة الشنجن؟ عندما تقرر السفر إلى دول الاتحاد الأوروبي فيجب عليك الحصول عليها، ويظن كثيرٌ من الناس بأن شنجن اسم مختصر لدول الاتحاد الأوروبي، إلا أن الحقيقة أن شنجن مجرد اسم قرية صغيرة، تقع في أقصى الجنوب الشرقي من لوكسمبورج بالقرب من النقطة التي تتلاقى فيها حدود لوكسمبورج وألمانياوفرنسا، وأصبحت شهيرة عندما تم التوقيع فيها على اتفاقية (شنجن) بخصوص إلغاء منهجية المراقبة على الحدود، بين دول الاتحاد الأوروبي، عام 1985، فأصبح لدول الاتحاد الأوروبي تأشيرة واحدة، بالطبع لم توافق عليها كل الدول مثل عملة اليورو، ولكنها تضم اليوم 16 دولة أشهرها: فرنسا، ألمانيا، إيطاليا، هولندا، إسبانيا وسويسرا، وأعتقد أن مجلس التعاون سوف يدرس الاقتراح السويسري، بجدية، وهو يسعى نحو الاتحاد الكامل، خصوصًا استبدال مُسمَّى شنجن باسم خليجي مناسب.