يتعرض بعض المواطنين المسافرين إلى أوروبا لإشكالات عند محطة الوصول، تنتهي بإعادتهم من حيث جاؤوا، إن لم يصل الأمر إلى زجهم في التوقيف لأيام، كما حصل للمواطن عمار أحمد أمين (18 عاما) قبل ثلاثة أسابيع، حينما قررت السلطات الفرنسية احتجازه في توقيف مطار شارل دي جول ثلاثة أيام، لولا تدخل السفارة السعودية على أعلى المستويات، وذلك بسبب الإخلال بشروط الحصول على تأشيرة الاتحاد الأوروبي «شنجن». في هذا الصدد، ينبه نائب سفير خادم الحرمين الشريفين لدى فرنسا الدكتور علي بن محمد القرني المواطنين بضرورة الحصول على تأشيرة «شنجن» من السفارة أو القنصلية التي تمثل الوجهة الوحيدة للسفر، أو الأكثر إقامة إن تعددت الوجهات، وفقا لما ينص عليه نظام السفر في الاتحاد الأوروبي. وفيما تروج مكاتب السياحة والسفر أن السفارتين والقنصليتين الفرنسية والإيطالية هما الأسهل بين السفارات في إصدار التأشيرات عن غيرها من سفارات وقنصليات الدول الأوروبية الأخرى، نفى القنصلان الإيطالي والفرنسي بجدة هذه الادعاءات، وأكدا ل«عكاظ» أن التسهيلات التي تقدمها القنصليتان للسائح السعودي هي تسهيلات عامة للوثوق به عن غيره من المقيمين من جنسيات أخرى، وذلك لاستبعاد أن تكون له أغراض إقامة غير مشروعة أو هجرة. 60 ألف تأشيرة للسعوديين وأبدى القنصل الفرنسي العام في جدة الدكتور لويس بلين استغرابه من الفكرة التي كونتها وكالات السياحة والسفر في أذهان المواطنين، وقال «منذ أن تسلمت مهامي في القنصلية العامة بجدة استغربت عند لقائي بالسعوديين اعتقادهم بصعوبة الإجراءات المتبعة لإصدار التأشيرة، وهي في الواقع سهلة وفي متناول الجميع». وحمل المكاتب السياحية تبعات ما يتعرض له المواطن في أوروبا، لأنها ضللته، وأوهمته بأن دول الاتحاد الأوروبي تقبل إصدار التأشيرة من أية سفارة أو قنصلية، وهو في الواقع أمر خاطئ. وأوضح لويس بلين أن القنصلية الفرنسية تمنح في العام الواحد ما يربو على 60 ألف تأشيرة للسعوديين في جدة وحدها، وهي تخدم تسع مناطق من الشمال إلى الجنوب، مرورا بالغربية، مشيرا إلى أن السفارة تثق بالمواطن السعودي لدرجة أنها تمنحه تأشيرة متعددة الزيارات، ومدتها في معدل ثلاثة أعوام، وتمنح أحيانا إلى خمسة أعوام. الشركات هي السبب ودحض القنصل الإيطالي العام في جدة سيموني بتروني بشدة ما تردده بعض الشركات من أن القنصلية الإيطالية تتساهل في منح التأشيرات، مستدلا على ذلك بإحصائية العام الماضي، حيث أصدرت 5 آلاف تأشيرة فقط، وهي لا تقارن بما تصدره بعض القنصليات الأخرى. وألمح بتروني إلى أن القنصلية تتعامل مع مكتب واحد معتمد، وبعض المكاتب والشركات تتعامل مع هذا المكتب، وهي تجتهد في إملاء الاستمارات دون علم المسافر. ولفت إلى أن الدول الموقعة على اتفاقية شنجن، والبالغة 25 دولة، قد حددت بدقة مكان صدور التأشيرة بحسب كل حالة، في مذكرة تبلغ 111 صفحة، وقال إن هذه الضوابط تتعلق بالزيارة الأولى للمسافر، بينما في زيارته الثانية يمكنه الدخول والتجول في أية دولة، بغض النظر عن محطة الوصول ومكان الإقامة، وذلك عند منحه تأشيرة متعددة الزيارات. أمثلة توضيحية ** إذا كنت مسافرا إلى إيطاليا لمدة خمسة أيام، ثم إلى النمسا لمدة 10 أيام، ففي هذه الحالة مدة بقائك في النمسا أطول من إيطاليا، إذن عليك أن تتقدم بطلب التأشيرة من سفارة النمسا بغض النظر عن نقطة الدخول. ** إذا كنت مسافرا إلى ألمانيا للقاء رجال أعمال لمدة يوم واحد، ثم تنوي النقاهة 10 أيام في التشيك، فيجب تقديم طلبك إلى السفارة أو القنصلية الألمانية؛ لأن الأفضلية تمنح لرجل الأعمال، بناء على الدعوة التي وجهت إليه من البلد المضيف، بغض النظر عن محطة الوصول أو مدة الإقامة الأطول. ** إذا كنت مسافرا إلى التشيك لمدة خمسة أيام، ثم إلى ألمانيا لمدة خمسة أيام، ثم إلى فرنسا لمدة خمسة أيام أيضا، ففي هذه الحالة تتقدم بطلبك من أول محطة وصول، وهي التشيك. من أين جاءت التسمية؟ شنجن هي مدينة صغيرة تابعة لدوقية لوكسمبورج، وتقع على الحدود مع ألمانياوفرنسا، إذ تشكل مثلثا على نهر موزيل، وفي سنة 1985 تفاوضت خمس دول أوروبية على استحداث تأشيرة سياحية، تسهل على السائح التحرك على الحدود والتنقل من دولة لأخرى، وبالفعل سنت ذلك وبادرت به، والدول الخمس هي دول البنلوكس، وهي بلجيكا، لوكسمبورج،هولندا، ألمانياوفرنسا. وتضم معاهدة شنجن اليوم 25 دولة، فبالإضافة إلى الدول الخمس هي تضم أيضا النمسا، التشيك، الدنمارك، أستونيا، فنلندا، اليونان، المجر، أيسلندا، إيطاليا، لاتفيا، لتوانيا، مالطا، النرويج، بولندا، البرتغال، سلوفاكيا، سلوفينيا، إسبانيا، السويد وسويسرا.