علمت "سبق" أن المطارات الألمانية رفضت دخول العديد من السياح السعوديين إلى البلاد, بحجة أن تأشيراتهم للاتحاد الأوروبي "شنجن" مستخرجة من سفارات أخرى غير السفارة الألمانية، وقال عدد من السعوديين الذين أعيدوا ومنعوا من دخول ألمانيا ل"سبق" إن هناك عائلات سعودية تمت إعادتهم إلى المملكة في الفترة الأخيرة ومنعوا من دخول ألمانيا, رغم حصولهم على تأشيرة "شنجن" التي تسمح لهم وفقاً لقانون الاتحاد الأوروبي السفر إلى أي دولة في الاتحاد الأوروبي. وأضافوا أنهم رفعوا خطابات إلى وزارة الخارجية السعودية, أشاروا فيها لسوء المعاملة التي لاقوها في مطارات ألمانيا، وعدم تحرك السفارة السعودية في ألمانيا لمساعدة الرعايا السعوديين. وذكر عدد من السياح السعوديين الذين تمت إعادتهم وإلغاء تأشيراتهم الأسبوع الماضي ل "سبق"، أنه أثناء وصولهم إلى مطار "ميونخ"، طرح عليهم أحد المسؤولين في المطار عن مصدر التأشيرة, وحين علم أنها مستخرجة من سفارة دول أوروبية أخرى غير الألمانية طلب منهم التوجه إلى أحد المكاتب داخل المطار, وهناك تركوا لعدة ساعات وبعدها بدأ الموظف في طرح عدد من الأسئلة عليهم، وتأكد من سلامة موقفهم إلا أنه رفض إدخالهم بذريعة أن تأشيراتهم مستخرجة من سفارات أخرى غير الألمانية. وأشاروا إلى أنهم قاموا بالاتصال على القنصل السعودي في ميونخ, والذي أخبرهم بأنه يرفض هذه المعاملة مع السعوديين, وأن السفير السعودي في ألمانيا مستاء جداً من هذه الإجراءات, وأكد أنه سيقوم بإرسال أحد الموظفين من القنصلية لمساعدتهم، وأوضحوا أنه بعد 24 ساعة على إيقافهم وسحب جوازات سفرهم, لم يصل أي شخص من السفارة أو القنصلية لمساعدتهم أو السؤال عنهم، وخصوصاً أن بينهم عائلات سعودية كانت تنتظر على كراسي المسافرين في المطار لإعادتهم إلى للمملكة, بعد أن تم رفض دخولهم إلى ألمانيا وإلغاء تأشيراتهم، مؤكدين أن هذه الإجراءات المشددة غالباً ما تطبق على السعوديين فقط, ولا تطبق على المواطنين العرب وأضافوا أنه لم يتم تسليهم جوازاتهم إلا بعد صعودهم للطائرة العائدة بهم إلى الرياض, وكأننا متسللون غير شرعيين، ضاربين عرض الحائط بالتأشيرات التي نحملها وهي صالحة وقانونية، مؤكدين أن هناك العديد من السياح السعوديين الذين تمت إعادتهم معهم, على الطائرة نفسها, والجميع أكدوا أنهم لم يحصلوا على أي مساعدة من السفارة أو القنصلية. وطالب المتضررون بضرورة تحرك السفارة والجهات المعنية, لإنهاء هذه المسألة مع الجهات الألمانية المختصة, خصوصاً أن الكثير من السعوديين تضرروا من هذه الإجراءات وخسروا أموالاً كثيرة. وكان عدد من وسائل الإعلام السعودية قد نقل تصريحات للسفير السعودي في ألمانيا الدكتور أسامة شبكشي، ذكر فيها أن ألمانيا الاتحادية لن تسمح بدخول السعوديين مباشرة إلى أراضيها، إلا بتأشيرة صادرة من السفارة الألمانية في الرياض بنوعيها الشنجن أو الحصول على تأشيرة دخول ألمانيا فقط. وأوضح السفير السعودي أن السفارة السعودية تسعى مع الحكومة الألمانية إلى مراعاة ظروف السعوديين الذين حصلوا على تأشيرات "شنجن" من أي سفارة من دول الاتحاد الأوروبي للدخول إلى الأراضي الألمانية مباشرة دون المرور من سفارة الدولة المصدرة للتأشيرة للدخول مباشرة ولم تتمكن من ذلك، وأشار إلى أن السلطات في المطارات الألمانية رفضت أخيراً دخول حالات مرضية سعودية مباشرة إلى أراضيها دون الحصول على تأشيرة من السفارة الألمانية في الرياض، في حين بقية دول الاتحاد الأوروبي تقبل دخول السعوديين إلى أراضيها مباشرة بتأشيرة شنجن صادرة من أي سفارة أوروبية. من جهته قال عبدالله سالم البيفاري، صاحب مكاتب سفر وسياحة في جدة ل"سبق " إن المعلومات التي لديه تؤكد أن ألمانيا ترفض دخول السعوديين الذين لا يرغبون الإقامة في ألمانيا, أو أنها ليست ضمن خطتهم السياحية ويدخلونها كمحطة عبور للدول الأوروبية الأخرى، مشيراً إلى أن هذه القيود المشددة التي تفرضها ألمانيا صادفت عدداً كبيراً من السياح السعوديين الحاصلين على تأشيرات "شنجن"، وتمت إعادتهم وإلغاء تأشيراتهم دون وجه حق. في حين أوضحت السفارة الألمانية في الرياض عبر موقعها الإلكتروني الرسمي تحت عنوان "ملاحظة مهمة "، أن التقارير التي تم تداولها في بعض الصحف السعودية حول فرض قيود مشددة على دخول السعوديين إلى ألمانيا لا صحة لها، وأن قوانين تأشيرة "شنجن" لم يطرأ عليها أي تغييرات، ويمكن للمسافرين الذين يملكون تأشيرة "شنجن" الدخول إلى الاتحاد الأوروبي عن طريق ألمانيا.