دخل السلاح الكيماوي على خط الأزمة في سوريا، وتبادل الطرفان المعارضة والسلطة الاتهامات، حيث استهدف صاروخ كيماوي بلدة خان العسل بحلب يوم الأربعاء الماضي، واختلطت الأمور، والشعب السوري المناضل يدفع الثمن، ففي الوقت الذي تطالب فيه السلطة رسميا من الأممالمتحدة بتحقيق دولي في استخدام الجماعات الثورية للأسلحة الكيماوية، تتهم المعارضة السلطة في ذلك، لكن الولاياتالمتحدة وبعض الدول الأوروبية يقولون بأنه لا يوجد ما يفيد بوقوع مثل هذا الهجوم. وسط هذه الأجواء، يعقد الاتحاد الأوروبي اجتماعات على مستوى وزراء الخارجية في دبلن يوم الخميس القادم، مستهدفا تحديد موقف مشترك حيال تسليح المعارضة السورية بتزويد مسلحي الجيش السوري الحر بتجهيزات أكثر فعالية، خصوصا صواريخ أرض جو لمواجهة الهجمات الجوية التي يشنها الجيش السوري. فبريطانيا وفرنسا هما الدولتان الوحيدتان في الاتحاد الأوروبي اللتان لديهما طموح استراتيجي، وتلعبان دورا محركا لإقناع الاتحاد الأوروبي بتسليح المعارضة، أو على الأقل رفع الحظر عن تسليحها، لكن الجانب الأوروبي يبدي ترددا حيال ذلك، كما أن بعض الدول مثل النمسا تعتبر ذلك خطأ جسيما. أما الولاياتالمتحدة فتجد صعوبات متزايدة في استيعاب واقع المعارضة السورية، ولا تعلم أي الخيارات العسكرية أفضل، وهو ما صرح به رئيس هيئة الأركان الأمريكي الجنرال مارتن ديمبسي مؤخرا. إن اختيار الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية لغسان هيتو رئيسا للحكومة المؤقتة، رغم التحفظ من بعض رموز المعارضة، يمهد الطريق للاعتراف الدولي بهذه الحكومة، وقد يوقف الترددين الأوروبي والأمريكي في دعم وتسليح المعارضة؛ لأن تشكيل الحكومة سوف يغير الموقف في سورية من حرب أهلية إلى حرب تحرير، ويشجع دول العالم على الوقوف إلى جانب الحكومة السورية المؤقتة التي سوف تمهد لانتخابات ديمقراطية في أعقاب سقوط الأسد. الشعب السوري ما زال يناضل من أجل إسقاط النظام، وسينتصر في نهاية المطاف؛ لأن الظلم قد يستمر لفترة، ولكن لن يبقى على الدوام، ونظام الطاغية سيسقط عاجلا أو آجلا.