تتناقل مواقع التواصل الاجتماعي كما كبيرا من الأكاذيب يستهدف منها النيل من أعراض الناس وتشويه سمعتهم بالادعاءات والتزوير ليس فيها من حقيقة سوى سوء وسواد نية الباث لذلك الخبر أو تلك الصورة. ويستهدف بهذا الإيذاء والتدليس المشاهير وأصحاب الآراء المختلف عليها، إذ تتحول سيرتهم وأعراضهم إلى مادة يتداولها المرتادون لتلك المواقع. وآخر من تورط في هذا الهجوم اللاأخلاقي اللاعب الدولي فهد الهريفي، حيث تم التربص به في أحد المواقع العامة والتقاط صورة له برفقة زوجته ومن ثم نشر تلك الصورة في المواقع وأسفلها التعليق الشهير «شوفوا فضيحة فلان»! ومشكلة أي اختلاف ينشأ بين المختلفين يتمثل في دخول أطراف متعددة بين مؤيد ومعارض وهم الأنصار وهؤلاء يتبرعون بالقيام بالأعمال القذرة كنوع من المساندة أو الضغط على طرف دون سواه. والفضيحة التي يشيرون إليها هي صورة، والصورة تحمل رفضهم لأن تكون إنسانا سويا تتحرك ضمن إطار العائلة وحتى وإن لم تكن ضمن هذا الإطار ودخلت في إطار التجمعات العامة «ويحدث هذا في الخارج كثيرا» إذ يلتف حول المشهور مجاميع من الناس، فكيف يتم تجريم مثل هذا الفعل وتحويله إلى فضيحة.. كيف؟ أقول إن مجتمعنا لا زال مجتمعا رخوا حيال الشائعات والأقاويل وينساق إليها انسياق المتشهي الذي يستمتع بتذوق ما يصادفه من أكاذيب ويبدأ بنهشها كذئب مدرب ينبح في كل حين حتى إذ تقاطر الدم من أنيابه وزع ضحيته على شاكلته ممن يستلذ بهذا النوع من الأكل وكأنه لم يتلق نهيا صريحا عن فعل ذلك (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيراً مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضاً أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتاً فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَّحِيمٌ). وما يحدث من كذب وتدليس وسوء ظن وغش وفجور في الخصومة وعشرات السلوكيات السلبية المنهيين عنها، يؤكد أن مجتمعا كهذا ربما لم يجد القدوة التي تطبق تلك السلوكيات الحسنة في حياته! وإذا انسقنا لهذا القول فهل يحق لنا أن نسأل ماذا فعلت المناهج الدراسية والمسجد والبيت والتربية برمتها ماذا فعلوا ونحن نرى نتاج سلوكنا المشين يملأ كل مكان. وبالعودة إلى محاسبة من يعتدي على سمعة الناس وأعراضهم يكون القانون الصارم في تجريم ومعاقبة الفاعلين أمرا في غاية الأهمية فإذا فشلت التربية في تقويم هؤلاء فلن يفشل السجن في جعلهم ناضجين يقدرون عواقب أفعالهم المشينة.