من راقب الناس مات هماً مقولة دائماً نسمعها الغيبة والنميمة في مجتمعنا وما السبب الذي يجعلهم يقولون انها محصورة بين معشر النساء اكثر من الرجال. هل لأن المرأة جبلت على حب الكلام مما يدفعها إلى الميل لممارسة الغيبة والنميمة.. لا فوالله اصبح بعض الرجال ينافسون بعض النساء في القيل والقال ونقل الكلام وبرغم ما يدّعيه علماء النفس أن الغيبة والنميمة ظاهرة اجتماعية نسائية. ولكن يبدو أن الموازين اختلفت والمفاهيم تغيرت لأن الغيبة، والنميمة لم تعد حكرا على النساء بل أصبح الرجال ينافسون النساء فيها بقوة!! وقال الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم (من حسن اسلام المرء تركه ما لا يعنيه). ونلاحظ ان الغيبة والنميمة ظاهرة خطيرة انتشرت بشكل ملحوظ في أماكن العمل بين الموظفين وخصوصا الذين لديهم متسع من الوقت. نتيجة لسوء الإدارة وانعدام التنظيم وانفلات الانضباط هذا الفعل يسمى نميمة، وهي نقل الكلام على وجه التحريش والإفساد وأما الوعيد فقد قال تعالى: (هَمَّازٍ مَشَّاءٍ بِنَمِيمٍ) هذا في وصف بعض أهل النار. وقال تعالى (وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ) وهو النمام، والغريب ان البعض منهم يريد ان يظهر لنا دائماً بمظهر المصلح الاجتماعي متناسياً بأن فاقد الشيء لايعطيه. وسمة السفلة من الناس وفعل مشين يمارسه الرجال على اختلاف مستوياتهم الثقافية. والغيبة والنميمة من أرذل الرذائل، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: (لا يدخل الجنة نمام) وفي حديث آخر (لا يدخل الجنة قتات والقتات هو النمام)، وفي الأثر: إن النمام يفسد في الساعة ما لا يفسده الساحر في السنة. والنميمة في العمل يقصد بها توصيل الوشاية بين الموظفين أنفسهم في بيئة العمل. وتعتبر نوعا من أنواع المنافسة غير الشريفة، فهي أيضا تصنف من الأمراض المهنية وتعكر جو العمل، وتؤدي إلى تدني الاداء، وضعف الولاء والانتماء لجهة العمل. وأحب ان اذكر من يقومون بنقل الكلام بين زملائهم بأن النمام يعذب في قبره فعليه الخوف من الله تعالى والمراقبة له، والبعد عن الأسباب التي توقعه في العذاب العاجل والآجل. وقد ورد النهي عنها في قوله تعالى: (يأيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيرا من الظن إن بعض الظن إثم ولا تجسسوا ولا يغتب بعضكم بعضا أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتا فكرهتموه). والمذهل في الامر قد يظن من يمارس الغيبة والنميمة أنه بذلك يرفع من قيمة نفسه عندما ينتقص الموظفين الآخرين بوشايته وذلك أكبر دليل على غباء وبلاهة عقل النمام أو من يغتاب الناس! لأن في الواقع أن أول شخص ينتقد النمام هو من يستمع له! والبعض منهم يلعبها على طريقة الكورة البرازيلية “موزيَّة” (يعني يجيبها لافة) مبرومة. فعلى سبيل المثل قد تجد من يحترف الوشاية بقدر من الذكاء، فتراه أثناء الوشاية يمدح ويذكر بعض الخصال الحميدة للشخص الآخر. لكن في النهاية يذيل الحديث بوشاية قاصمة للظهر. بصراحه انا اشهد لهم انهم متفوقون بتقدير جيد جداً مرتفع في حصولهم على شهادة الدورة التي حصلوا عليها وهي اقناع الزبون وهذا الأسلوب يطمئن من يستمع للوشاية بأن هذا الشخص الواشي عادل وصادق طالما أنه يذكر شيئا من المزايا الحسنة لمن كانت الوشاية ضده.. ولكن يداً بيد احبتي ان نقتدي بكلام الله عز وجل في قوله تعالى (إذا جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا) اني ارى ان فيها المبيد القوي للقضاء على هذه الظاهرة. واقول لكل نمام ومغتاب ان يجتنب الكذب والغيبة والنميمة، والبهتان والتحريش بين الناس، وأن يعدل إلى الصدق وصيانة الأعراض، والخوف من الله ومراقبته، فهو شديد العقاب. إبراهيم عبدالاله العصيمي - الرياض