مثل أي يوم عطلة في مدينة الرياض.. كان يوم أمس الخميس.. الشوارع أقل ازدحاماً والناس منصرفة إلى شؤونها زاد ذلك حالة الطقس الجميلة والمتميزة التي تحظى بها الرياض هذه الأيام.. مطر متصل وغيم لا يكاد ينقشع عن السماء يملأ النفوس بهجة وارتياحاً. سجل من الضلال والخيبة والكذب لكن العنصر المتطفل في هذا اليوم ما كان تحدث عنه بهلوان المعارضة اللندنية سعد الفقيه.. ذو السجل المعروف من الضلال والكذب والخيبة والخسران حيث رسم الفقيه مشهداً كاريكاتورياً ليوم الخميس هذا حين أسماه بيوم «الزحف الكبير» الذي ستقوم فيه جموع المواطنين بالتجمهر والتأييد له والهتاف بحياته والالتفاف على حركته المشبوهة، وأعلن الفقيه من خلال «البومة الزرقاء» المسماة بقناة الإصلاح عن هذا اليوم وانه سيكون يوماً فاصلاً سيعلن فيه الشعب ولاءه له.. كان هذا هو الطرف الأول من النكتة الفقيهية ومع ان من قدر الله له ابتلاء ان يستمع إلى قناته فإنه سيجد مجموعة من الغوغاء والسذج والحمقى والمنحرفين سلوكيا وعقلياً يتصلون به مؤيدين له ورغم قلة تلك الأصوات التي تهاتف الفقيه عبر أثيره الأزرق فقد اشتعلت في داخله جذوة الحماس الفارغ وركبه الوهم حتى ظن انه بات مقبولاً من لدن الشعب.. ظناً منه ان اصدقاءه الليليين الذين يواعدونه على الماسنجر وغرف البال توك هم كل الشعب، بل أراد الفقيه ان يظن هكذا.. رغم ان هذا الظن لا يمكن ان يساوي إلا صفراً لدى أقل الناس عقلاً إلا انها آخر أوراق الفقيه المهترئة. ومنذ فضيحة الأسماء وفضيحة قائمة الشرف.. وما تلاها بعد ذلك من فضيحة بيانات التأييد كان الفقيه يمرر سعاله الليلي عبر قناته مجهولة التمويل. يوم الزحف!! منذ أشهر عما يسميه «يوم الزحف الكبير» حيث حدد موعداً هو يوم أمس الخميس لهذا الزحف.. وبدأ تبعاً لهذا الوهم يقسم أمور دولته المتخيلة ويقسم المناصب والأوامر والعلاقات الخارجية وكيفية الادارة معلقاً كل هذا الفتح العظيم الذي سينطلق من جهاز حاسبة في قبوه المظلم في لندن في انتظار ما يتوقعه من ثورة وتأييد له والتفاف حوله. وجاء يوم الخميس 4/21/5241ه ومنذ الصباح كان الجميع يتطلع إلى أي مدى ستتسع دائرة النكتة.. وبدأ الصباح عادياً وجاءت الساعة التي تم تحديدها على انها ساعة الزحف الكبير.. الساعة الواحدة ظهراً ولم يكن ليشاهد أحد أي اختلاف إلا حالة الحضور الأمني التي زادت على العادية تحسباً لأي غوغائي أو متهور أو ساذج يخرج لايذاء نفسه قبل ايذاء الناس وعند الساعة الحادية عشرة كانت الحالة كما هي تماماً حتى في المواقع التي تم تحديدها من قبل الأثير الفقيهي المشبوه على انها مواقع التجمع والانطلاق وهي: تقاطع شارع الملك فهد مع طريق التحلية كمكان لتجمع الرجال وبجوار أحد محلات الأجهزة الكهربائية كمكان لتجمع النساء، وغيرها من التفاصيل المثيرة للضحك والشفقة في آن معاً. الصورة لا شيء وهكذا حتى جاءت الساعة الواحدة.. وكانت الصورة تماماً «لاشيء» بكل ما تعنيه الكلمة.. فالشوارع تسير بحركة عادية.. ونقاط التفتيش تواصل عملها تبعاً للظرف الأمني الذي نعيشه منذ أشهر المتمثل في الإرهاب والناس تمارس حركتها بشكل عادي ومطمئن وحتى المواقع التي تمت تسميتها على انها نقاط التجمع والانطلاق لم تشهد أي حركة غير عادية.. وامتد الوقت من ساعة الانطلاق المزعومة إلى نصف ساعة وساعة وساعات ولم يحدث أي شيء. هذا ما هو متوقع أصلاً.. فلا يمكن لأي عاقل ان يستجيب لشخصية تحركها الهلوسات والعمالات والدعوات إلى العنف والكذب والدجل. الصوت الناعق لا يزيد المواطنين إلا مزيداً من الوطنية وسوء الخلق وبذاءة القول والفعل.. ولا يمكن لأي فرد سوي من ابناء هذا الوطن ان يجد لدى رجل كالفقيه ما يمكن ان يستسيغه أو يستجيب إليه.. فالحالة التواصلية بين الناس وبين القيادة وحالة الولاء التي يحملها الناس لحكومتهم ومؤسساتهم ومصالحهم امتن من ان تحترقها آلاف الأصوات والدعايات.. فكيف بصوت ناعق كالفقيه، بل ان مشاعر الناس تتطور من الولاء العادي لأرضهم ووطنهم إلى استعداد تام للفداء والتضحية ولعل في الأشهر الماضية وما شهده الوطن من عمليات تخريب وإرهاب شجعها الفقيه وطرب لها.. خير دليل على التفاف الشعب على قلب رجل واحد. وليس في ذلك أي وجه للغرابة فهذا هو الشعب السعودي وهؤلاء هم السعوديون.. رجالا ونساءً عقول تابى الضلال والفوضى والاستجابة لاصوات المخربين والعملاء، وأناس يعرفون أن خير قدر مرّ بهذه الأرض هو أن سخّر الله لها من أبنائها من قاموا على توحيدها وبنائها وتطويرها حتى أصبحت اليوم واحدة من أعرق دول العالم. ولكن رجلاً كسعد الفقيه لا يمكن أن يدرك هذه المعاني.. بل هو يدركها ولكنه يدعي خلاف ذلك ويلعب لعبة المنتحر الخاسر الذي لم يعد امامه إلا أن يكذب، وأن يفرط ويبالغ في عمالته وولائه للذين يسددون له فواتير أكله وشربه ولبسه.. في واحدة من أسوأ نماذج العمالة وأشدها اتساخاً. الفقيه الحالم يكذب هذا هو سعد الفقيه الحالم بكذبة كبيرة.. تتوزع على عدة مستويات فهو يظن اولا انه مؤثر في الناس وأن هناك من يصغي اليه، ويظن كذلك انه بالإضافة إلى كونه مؤثرا فهو قادر على أن يحرك الناس ليتجمعوا حول آرائه وأفكاره.. ولقد تصدى الناس لكل ذلك الكذب والدجل.. تصدوا له بأنفسهم واثبتوا لكل متابع أن هذه الحركة التي تعيش في أزقة لندن الخلفية حركة لا يمكن أن تحرك شيئاً في نفوسهم وأن هذا الكذب هو بضاعة الخائنين والبائعين لذممهم وأوطانهم من أجل وهم ساذج انتفخت به رؤوسهم.. فاشترك الجميع اليوم في تسديد ضربة قاضية لتلك الاوهام والضلالات وكان الجميع يوجه رسالة واحدة ليس للقضية فقط وانما لكل من يظن أن في هذا الوطن مدخلاً قد يمرر منه سوءه وكذبه وأوهامه. فأين الزحف الكبير أيها الثوري العظيم سعد؟.. وما الذي أعددته لهذا الزحف.. خاصة أن هذه الفبركة انما جئت بها في حين أن الناس لم تنته بعد من الضحك والتندر على فبركاتك وأكاذيبك السابقة من قائمة الاسماء إلى تقسيمك للمناصب والإدارات. انها حالة من الخبال وسوء الطوية أثبت معها الجميع أن أي عميل كالفقيه لا يمكن أن يغير من ثوابتهم الوطنية ومن حبهم وولائهم لأرضهم ووطنهم وأن لا مكان لأي خائن يقضي نهاره وليله في الكيد لهم أن يجد أذناً تستمع لما يقول.. فهذا هو يوم الخميس. خيبة كبرى وهذا هو سعد الفقيه يقعد ملوماً محسوراً.. والذين تابعوه أو استمعوا اليه في قناته وهو يصبح كالمخبول يدركون مدى الخيبة التي عاشها ويعيشها هذا الرجل..فقد أخذ يصيح كالمجنون مستنجداً وملفقاً للعبارات الفارغة.. يا أهل الرياض يا أهل جدة.. فيما كان أهل الرياض وأهل جدة وأهل الوطن بأكمله يعيشون يوماً عادياً كبقية أيامهم، وقد كان صوت الفقيه وهو يصيح أمس فرصة لمن لم يسبق له أن شاهد أو سمع ذلا وخيبة وانكساراً أن يسمعها من أجدر الناس بها. بل أن الطريف في الأمر أن «الزحف الكبير» الذي وعد به الفقيه تحوّل إلى نكتة يتبادلها الناس على الألسنة ووسائل الجوال.. وأخذوا يتبادلون عشرات النكات عن الفقيه وزحفه الكبير.. وأخذت النكات تصف حالته المنكسرة بعد الفشل واخرى تقول بأن الفقيه انما كان يريد بالزحف الكبير موجة الجراد التي شهدتها بعض المناطق مؤخراً. مظهر عادي والآن وإلى ساعة كتابة هذا التقرير.. لا يمكن الحديث عن أي مظهر غير عادي الا عن تواجد لبعض نقاط التفتيش وظهور لبعض رجال الأمن لمواجهة أي حالة طوارئ.. أو أي وضع غير عادي.. وهذه هي الرياض تستقبل مساء الخميس كما تستقبل كل لياليها بذات الهدوء والدعة.. وهذا الوطن آمناً مطمئناً بفضل هذا التلاحم والتواصل والتكاتف بين كل فئات المواطنين وبين القيادات والأجهزة وليواصل الخونة دجلهم ونفاقهم وضلالهم لنبشرهم انهم لن يحصدوا الا كهذا الخسران وكهذه الخيبة التي تزيدهم ضياعاً إلى ضياعهم وسيبقى الوطن مشروع اليوم وطريق المستقبل الذي لا يقبل عبثاً ولا مزايدة.. وهو الشعور الجمعي الذي مثله ويمثله الشعب بمختلف شرائحه وفئاته، فلقد وقف الجميع ضد هذه الحركة منذ أن بدأت في بث أكاذيبها وعبثها.. وقيل حولها كل ما يمكن أن يقال في هذا الصدد من نصح وتوجيه إلى الطريق الصائب.. وحتى قبل أيام حين اصدر مجموعة من العلماء بياناً يحذرون فيه هذا المدعي ومن سينساق خلفه بأن هذا طريق الفتنة لا طريق الاصلاح، لكن الفقيه لا يريد الا الفتنة والتفرقة.. ولن يجد امامه ما يريده هو وسواه الا اياماً من الخيبات والردع الفعلي الذي يقوله الجميع ليتحول في نظرهم جميعاً إلى فتنة يردونها على أصحابها.. ويقفون في وجهها جميعاً.