بعد عمله (رسالة) يعود عبد الناصر غارم الفنان السعودي المعاصر، بعمل يجسِّد قبة الكونجرس ومن تحتها البترول، يعود بفكره المميّز والمتطوّر ليشعل فتيل الجدل الفكري من جديد، وهذا هو ما يجعل العمل الفني مميّزاً عن غيره في زمن المعاصرة، وكالعادة يدور النقاش مع الزميلات حول هذه النوعية من الأعمال تحديداً، أحياناً أتمنى بعد إذنهن أن أقوم بتسجيل صوتي ليكون حلقة نقاش مرجعية خصوصاً مع توفُّر الأُسس الفلسفية لديهن، إما من خلال تقديم الأبحاث العلمية في المجال أو عن طريق الخبرات الأكاديمية في تدريسه، أجد نفسي أمام مجموعة من الآراء الجميلة البعض يناقش من زاوية دينية والآخر سياسية أو اقتصادية، والآخر يتحدث عن القيم الفنية والجمالية في العمل، هذا ما فرضته المعاصرة الحالية حين جعلت الفكرة هي ما ترجح بقيمة العمل الفني، والذي يطرحه غارم بطريقته هذه يتناول أبعاد الشرق والغرب معاً، يلامس قضايا غاية في الحساسية، تاركاً المجال لنا بعد ذلك لنصنع قيماً جديدة تضاف إلى العمل، بذكاء وتمكن على تنفيذ السهل الممتنع في عالم الفنون البصرية، لا عجب إن وجدتم خلال البحث عبر قنوات الإنترنت عن كتاب النقد الفني المعاصر وبعدد من اللغات يكتب عن أعماله، وصوله إلى العالمية جاء بخطوات ثابتة، وهنا نقف عند تجربته كتجربة مفصلية في تاريخ الفن السعودي، أتمنى أن يحصل على التقدير الرسمي الكافي ويسجل إبداعه محلياً ويدرج ضمن تاريخ الفن، أعرف عدداً من الباحثات تناولن الفنان في رسائلهن للدكتوراه ولكنها لازالت حبيسة أرفف مكاتب الجامعات كرسائل، لماذا لا تفعل طباعتها ككتب أو تعاد صياغة المحتوى، عبر مشروع لإصدار سلسلة عن تاريخ الفن السعودي، حتى يحفظ لكل فنان حقه في الريادة والتميُّز.