تميّزت المشاركة السعودية في مزاد كريستيز لفنون الشرق الأوسط الذي نظم في دبي، خلال معرض «حافة الصحراء»، حيث سجل الفنان السعودي المعاصر رقماً قياسياً لمجسم بعنوان «رسالة/رسول» محققاً 842,500 ألف دولار بزيادة أكثر من عشرة أضعاف من قيمتها الأصلية. والعمل عبارة عن قبة من الخشب والنحاس بحجم 3 أمتار يجسد قبة مسجد قبة الصخرة في مدينة القدس. يقول غارم : «الصدمة كانت هي رد الفعل الأول، ذُهلت عندما سمعت الرقم ولم أصدق حتى تأكد الخبر، وأهدي هذا الإنجاز إلى مقام خادم الحرمين الشريفين الداعم الأول لأبناء وبنات الوطن الغالي»، مضيفاً أن التنافس على اقتناء العمل كان كبيراً بين مقتنين من ثلاث قارات، ما يدل على أن لغة الخطاب التشكيلي أصبحت لغة كونية في استطاعة الفنانين إيصالها إلى المتلقي. عن بدايته، يذكر غارم انه كان هاوياً يقدم الأعمال الكلاسيكية ومارس عدداً من المدارس الفنية مثل الواقعية والتجريدية. وكان أول من أسس مجموعة معرض ومجموعة «حافة الصحراء» الفني والتي تمثل مجموعة من الفنانين والفنانات المميزين من جميع أنحاء السعودية، يتم تجهيز المعرض بأعمالهم مع وجود الدعم والرعاية من مبادرات عبداللطيف جميل الاجتماعية ومن ثم عرض الأعمال في المعارض الدولية في عدد من دول العالم. وكانت هذه المجموعة هي نتاج تعارف الغارم على السيد ستيفينس والذي التقاه خلال زيارة الأخير للمنطقة الجنوبية في قرية المفتاحة التشكيلية. ولفت إلى أن حب الأعمال الفنية التي تحمل فكرة ومفهوماً كان الدافع الرئيس وراء ولادة هذا العمل الفني. وأضاف: «هذا العمل قريب إلى قلبي، لأنه يوحي إلى مسجد قبة الصخرة، وحرصت على تقديم هذا العمل بعنوان»رسالة/رسول» لأعبر عن قدسية هذا المكان». وعن فكرة العمل قال التشكيلي السعودي إن فكرة العمل تمثل ما كان عليه التنافس في مجال الإبداع بين الديانات وقد استلهمت الفكرة من قبة الصخرة. وحول تفاصيل العمل ذكر أن الإسلام لا ينافي الإبداعات الإنسانية ولا القيم الجمالية بقدر ما يمنحها حقها من المكانة والأهمية فأصبحت جزءاً من البناء والعمارة الإسلامية، وقد ظهرت القبة بحجم مميز يوازي فكرتها التي تمثلت في الرمز للقبة وللضوء القادم من فتحة في جانب من أعلاها يسقط على حمامة تستعد للطيران ويعني بها الفنان، كما أشار إلى دور الإسلام في نشر السلام. وأشار غارم إلى أن الجانب الأجمل في الفوز هو أنه مقيم في بلده ويستقي إبداعه من ثقافته المبنية على قيم ومبادئ صلبة الجذور ومن حياته اليومية، ومع ذلك لم يمنعه ذلك من تحقيق رقم تعودنا أن من يفوز به فنانون يعيشون خارج أوطانهم، وأضاف: « لله الحمد حصلت على رقم عالمي جديد، إذ إن هذا السعر الذي وصل إليه العمل لم يسبق أن حصل عليه أي فنان عربي» . لم تكن هذه المشاركة الأولى لغارم، فقد سبق أن شارك في مزاد كريستيز عام 2009 ومزاد سوذبيز في لندن عام 2010. ومن الفنانين السعوديين الذين شاركوا غارم في معرض «حافة الصحراء» ، احمد ماطر (حقق 80 ألف دولار)، وأيمن يسري ( 27.5 ألف دولار)، ومها الملوح (16 ألف دولار). وقال المدير الإبداعي لمعرض «حافة الصحراء» عبدالله خالد التركي عن الأعمال الفنية السعودية: «نود أن نشكر جميعاً دار كريستيز لتوفيرها هذه المنصة الدولية التي أكدت قيمة هذه الأعمال الفنية السعودية ومكّنتها من تسجيل أرقام قياسية مهمة في مشهد الفنون المعاصرة. كما أن العائدات التي حققتها هذه الأعمال التي تعود لمعرض «حافة الصحراء» ستسهم في تنشئة وإعداد جيل جديد من الفنانين والمشرفين الفنين في المملكة العربية السعودية». وعبّر رئيس مبادرات عبداللطيف جميل الاجتماعية الدولية فادي محمد عبداللطيف جميل، عن سعادته البالغة لهذا النجاح الذي حققه الفنانون في هذا المزاد الدولي، مؤكداً حرص مبادرات «عبداللطيف جميل الاجتماعية» على مواصلة دعم الفنانين السعوديين المعاصرين وبذل كل الجهود الممكنة لتطوير أعمالهم والتعريف بها في أنحاء العالم.