ما حدث في "القطيف" يوم الجمعة 15 رمضان دليل واضح على انعدام المناطقية في السعودية.. جيزاني وحايلي.. ضحايا أعمال شغب وتصرفات مثيري فتنة في القطيف، ومع ذلك لا شيء يحدث ولا صوت يعلو على عبارة "فداء الوطن". دفن "حسين" في مقبرة صبيا بمنطقة جازان، مودعاً زوجته التي كان على موعد اللقاء الأول معها في العيد، رحم الله حسين وألهم زوجته وآهله الصبر والسلوان. وفي حائل تبكي عائلة "سعد الشمري" مصاب ابنها رفيق الشهيد حسين، أثناء اعتداء خونة الوطن عليهما في القطيف، ولم يردد والد الشمري إلا أن ابنه "فداءٌ للوطن"، شفاه الله وأعاده سالماً لوالديه وأهله. بكت حائل فقيد جازان.. وتألمت جازان لمصاب حائل، ولم يتحدث أحد عن "القطيف" إلا بحب لأن مثيري الفتنة والخونة لا يمثلون أهلها الطيبين.. القطيف.. جزءٌ أصيل من البلاد بأهلها وترابها، إلا أنها تنبذ "الخبيث" منها، ولابد أن يكون أهلها يداً ثانية لرجال الأمن في ضبط المخربين والمعتدين على أمن البلد ورجاله. قبل أيام بعث الدكتور عبدالله دحلان رسالة عبر مقالته الأسبوعية في "الوطن" إلى صديقه المثقف في القطيف، جاء فيها: "صديقي المثقف.. قد يختلف أبناء الشيعة وأبناء السنة في بعض القضايا المذهبية لكننا لن نختلف في المبادئ الأساسية، وهي وحدة الدين الإسلامي بمختلف مذاهبه، ووحدة الوطن ووحدة القيادة". مضت أيام ولم أقرأ إلا تعقيبا واحداً على الرسالة، وأتمنى من مثقفي القطيف تأييد الدكتور دحلان في رسم مفاهيم الوطنية للعامة والصغار والمغرر بهم، خاصة أنها كانت رسالة راقية من رجل قدير. كلنا نقول: أمن الوطن فوق كل اعتبار.