أوضح المتحدث الأمني بوزارة الداخلية اللواء منصور التركي، أنه عند الساعة الحادية عشرة من مساء يوم أمس الأول الموافق الخامس عشر من شهر رمضان المبارك، تعرضت إحدى دوريات الأمن لإطلاق نار كثيف من قبل أربعة من مثيري الشغب المسلحين من راكبي الدراجات النارية وذلك أثناء توقفها في أحد التقاطعات بشارع أحد بمحافظة القطيف مما نتج عنه استشهاد الجندي أول حسين بواح علي زباني، تغمده الله بواسع رحمته وتقبله من الشهداء، وإصابة الجندي أول سعد متعب محمد الشمري حيث تم نقله إلى المستشفى لتلقي العلاج اللازم. وأفاد اللواء التركي أنه بمباشرة الحالة من قبل دوريات الأمن تم رصد عدد من مثيري الشغب المسلحين من راكبي الدراجات النارية ومتابعتهم وتبادل إطلاق النار معهم والقبض على أربعة منهم أحدهم مصاب توفي أثناء نقله إلى المستشفى. وأضاف أن الجهات الأمنية تلقت بلاغا من مستشفى القطيف المركزي بوصول شخص مصاب بطلق ناري، واتضح أنه من مثيري الشغب المسلحين المتورطين في إطلاق النار على رجال الأمن، في حين لا يزال الحادث محل المتابعة الأمنية. من جهة أخرى أكدت مصادر «عكاظ» أن مثيري الشغب الأربعة في محافظة القطيف بادروا بإطلاق النار من أسلحة كانت بحوزتهم باتجاه رجل الأمن الشهيد الجندي أول حسين بواح علي زباني وزميله المصاب الجندي أول سعد متعب الشمري وأن عملية الهجوم تم التخطيط لها مسبقا لتتعامل الجهات الأمنية مع الحادثة مباشرة وتلقي القبض عليهم بوقت قياسي. وكان الجناة الأربعة يريدون تنفيذ جريمتهم من خلال إطلاق النار بشكل مباشر عن قرب باتجاه الدورية الأمنية أثناء توقفها عند أحد التقاطعات في محافظة القطيف ثم الهروب بسرعة بواسطة الدراجات النارية والدخول في الأزقة الضيقة والطرقات الداخلية للأحياء المجاورة لطريق أحد، إلا أن خطتهم باءت بالفشل بفضل من الله ثم بفضل الاستجابة السريعة لدوريات الأمن التي باشرت الحادث وقامت بمتابعتهم والقبض عليهم. وأوضحت ذات المصادر أن الجناة عمدوا إلى استخدام الدراجات النارية في تنفيذ جريمتهم النكراء ظنا منهم أنها ستنجيهم من الملاحقة الأمنية وذلك لسهولة دخول الدراجات النارية في مواقع يصعب دخولها بواسطة الدوريات الأمنية أثناء عملية تتبعهم. وصول جثمان الشهيد الزباني إلى جازان.. ووالده ل «عكاظ»: فخور باستشهاد ابني وكلنا فداء للوطن عبد الرحمن الختارش, محمد مكي (جازان) وصل إلى مطار الملك عبد الله الإقليمي في جازان فجر أمس، جثمان الشهيد جندي أول حسين بواح زباني أحد أفراد الشرطة، الذي توفي بعد تعرض إحدى دوريات الأمن لإطلاق نار كثيف من قبل أربعة من مثيري الشغب المسلحين من راكبي الدراجات النارية، وذلك أثناء توقفها في أحد التقاطعات بشارع أحد بمحافظة القطيف، مما نتج عنه استشهاد حسين بواح علي زباني، وإصابة الجندي أول سعد متعب محمد الشمري الذي تم نقله إلى المستشفى لتلقي العلاج اللازم. ونقلت جثمان الشهيد من مطار الملك فهد بالدمام طائرة وفق توجيهات صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن فهد بن عبدالعزيز أمير المنطقة الشرقية، وكان برفقة جثمان الشهيد والده وعدد من أقاربه.. وكان في استقبال الجثمان مدير شرطة منطقة جازان اللواء عبدالله المشيخي وعدد من القيادات الأمنية، والمسؤولين، ومشايخ القبائل. وأكد والد الشهيد فور وصوله ل «عكاظ» أن ابنه توفي وهو في خدمة دينه ومليكه ووطنه، مشيرا إلى أنه سعيد باستشهاد ابنه وهو يدافع عن أرض وأمن الوطن. وفي الطريق إلى منزل أسرة الشهيد حسين بواح في قرية الملحاء في محافظة صبيا كانت تدور في رأسي مشاهد الأسرة المكلومة التي فقدت ابنها في حادث إجرامي من قبل بعض المخربين بمحافظة القطيف، ففي شوارع القرية الوادعة كان ثمة حزن يغلف العيون والملامح. وقبل أن أطرق الباب كانت ثمة حركة دخول وخروج من قبل المعزين والجيران، غير أن الصمت إزاء هذه الفاجعة كان أكبر، إذ بدت الوجوه حزينة لفقده في الحادث الإجرامي. في البداية قال علي أخو الشهيد حسين بواح، وعيناه تترقرق بالدموع «كان الشهيد حسين بمثابة الابن البار بوالديه كما كان لا يرد لنا طلبا، وبالنسبة لي كان صديقي وأخي، وكان محافظا على الصلاة يؤديها في وقتها وذا خلق منذ صغره وقد انتقل إلى رحمة الله وهو رافع رأس أسرته وقبيلته مدافعا عن وطنه شهيدا للواجب». ويذكر أن الشهيد كان قد أجرى اتصالا هاتفيا مع أحد أصدقائه المقربين ويدعى أحمد تقي، وأوضح تقي بأنه تحدث هاتفيا مع الشهيد بعد صلاة التراويح وكان متفائلا بعمله ولكنه تحدث بأنه وإن حدث له شيء سيكون فداء للوطن، وقال التقي «الشهيد منذ صداقتنا كان بمثابة الاخ والزميل وكان لا يفارق المسجد»، ومن جهته قال الشيخ عقيل النعمي شيخ قرية الملحاء بأن الشهيد كان الابن الخلوق والبار وكان من الذين يخدمون الوطن في أشرف الساحات وهي ساحة العمل الأمني. وتابع النعمي قائلا «كان الشهيد ابنا من أبنائي وأحد طلابي في المرحلة الابتدائية كان من الطلاب الذين يمتازن بالهدوء وحسن الخلق». بواح سيرة ذاتية • الشهيد حسين بواح زباني ولد في العام 1412ه في قرية الملحاء التابعة لمحافظة صبيا، وعاش معظم حياته في قرية الملحاء ودرس في مدرسة الملحاء الابتدائية ثم انتقل بعدها إلى مدرسة الملحاء المتوسطة والثانوية ليلتحق بعدها بالسلك العسكري جنديا من جنود الوطن الذين ضحوا بأرواحهم فداء للوطن الغالي. • الشهيد غير متزوج وله خمسة إخوان وهو أصغر أشقائه. • عاش وترعرع في كنف والديه في قرية الملحاء. • والده أحد منسوبي الدفاع المدني وتقاعد منذ عدة سنوات. روى تفاصيل الاستنجاد والمطاردة .. الضابط المصاب في العوامية ل «عكاظ»: نجوت من الاختطاف فأمطروني بالرصاص الحي عبدالكريم الذيابي (الطائف) أكد ل«عكاظ» الملازم حاتم الذيابي الذي تعرض لمحاولة اختطاف على أيدي أربعة من المطلوبين أمنيا في العوامية مساء الثلاثاء الماضي ومعهم 16 آخرون من صغار السن، أنه استنجد بالهلال الأحمر وهو ملقى في ممرات المركز الصحي بالبلدة بعدما شعر بالجناة يقتحمون البوابات إلا أن الخوف أصابهم ففروا بعد أن أحرقوا مركبته. الملازم الذيابي كشف أنه وصل عن طريق الخطأ نحو الحادية عشرة ليلا إلى العوامية بينما كان في طريقه إلى اصطبل الخيل الذي يملكه، وعند محاولته السؤال عن الطريق الذي يخرجه من موقعه وهو في أحد شوارع العوامية الرئيسية تفاجأ بمداهمته من قبل أشخاص طالبين منه التوقف وقاموا بتفتيشه وسحب محفظته، كما «طلبوا مني النزول وبالقوة بل ولحقوا بي على دراجات نارية والرصاص يخترق جسدي من جميع الجهات بعد أن تحركت بسيارتي»، مشيرا إلى أنه في خضم المطاردة وهو ينزف الدماء توقف بجانب مطعم مفتوح واستغاث بأحد العمالة فيه لنقله إلى المستشفى وفور وصوله المركز الصحي لحق به الجناة واقتحموا البوابات دون أن يردعهم أحد من حراس الأمن الذين كانوا متواطئين، وأحرقت مركبتي وهي في داخل حرم المركز. وأضاف أنه فقد جميع إثباتاته، وقد شعر بهم يحاولون اختطافه مرة ثانية من المركز الصحي فاتصل بالهلال الأحمر الذي سارع إليه، موضحا خلال حديثه أنه نقل إلى مجمع الملك فهد الطبي بالظهران وأجريت له عدة عمليات جراحية عاجلة من أثر الرصاص الذي اخترق ساعده وكادت إحداها أن تذهب بحياته بعدما استقرت أسفل القلب وأدخل على أثرها العناية الفائقة. وطالب الذيابي بعدما تعرف على أربعة من الجناة الذين عرضت عليه صور من قائمة ال 23 مطلوبا وحددت هوياتهم ومنازلهم، بالقبض عليهم وتقديمهم لأيدي العدالة. العلماء والوجهاء في القطيف ل «عكاظ»: استهداف رجال الأمن جريمة في حق الوطن محمد العنزي (الدمام) جدد عدد من العلماء والوجهاء والمواطنون في محافظة القطيف استنكارهم لجريمة استهداف رجال الأمن والتي أسفرت البارحة الأولى عن استشهاد أحد رجال الأمن وتعرض زميله لإصابات من قبل أربعة مخربين، مشيرين إلى أن هذا العمل مرفوض ولا يمكن القبول به بأي حال من الأحوال، موضحين بأن رجال الأمن يقومون بواجب كبير لحفظ الأمن وأن أي استهداف لهم هو استهداف لأمن الوطن. وأوضح عمدة جزيرة تاروت في محافظة القطيف عبدالحليم آل كيدار بأن الجميع يستنكر استهداف رجال الأمن ومحاولة إيذائهم بأي شكل من الأشكال، لافتا إلى أن استشهاد رجل الأمن البارحة الأولى من قبل بعض المخربين تعد جريمة كبيرة بحق الوطن ولا يمكن القبول بها، مشيرا إلى أن رجال الأمن يعملون لحفظ الأمن والأمان في هذه البلاد المباركة. وقدم آل كيدار تعازيه لأسرة الجندي الشهيد وتمنى الشفاء للمصاب، مؤكدا على أهمية مساعدة رجال الأمن من الجميع لحفظ الأمن وأن المساس بالأمن في القطيف أو غيرها أمر مرفوض يرفضه كل العقلاء في القطيف وخارج القطيف. إلى ذلك قال رئيس محكمة المواريث في محافظة القطيف الشيخ محمد الجيراني بأن الاعتداء على رجال الأمن محرم ولا يمكن القبول به، مؤكدا بأن رجال الأمن يساهمون بفاعلية كبيرة في حفظ أمن البلاد التي تنعم بنعمة الأمن والأمان والتي ندعو الله عز وجل ان تستمر وتبقى. شوارع القطيف .. حراك اعتيادي لم تشرخه جريمة المخربين محمد العنزي (القطيف) ظلت شوارع القطيف أمس تتنفس عافية الهدوء، رغم الجريمة البشعة التي أقدم عليها أربعة من مثيري الشغب والذين استهدفوا دورية أمنية، ونتج عن ذلك استشهاد رجلاأمن وإصابة أحد زملائه، كانت الأسواق وحركة الشوارع تسير في إيقاعها المعتاد ولم تؤثر الجريمة النكراء في سير الحياة الطبيعية. «عكاظ» تجولت في شوارع القطيف ورصدت سير الحياة في الأسواق وزوايا الشوارع، إذ بدت الحياة هادئة ولم تعكر صفوها جريمة البارحة الأولى، كانت أبواب المحال التجارية مفتوحة ونبض المرور كما هو معتاد فلا تعطل لحركة السير في التقاطعات الرئيسية التي تلتقي مع الطريق الذي وقعت فيه الجريمة. ويعتبر طريق أحد موقع الجريمة من أهم الطرق الرئيسية في محافظة القطيف والذي يربط شرقها بغربها مرورا بعدد من الأحياء، وقد شهد الطريق حوادث مماثلة لإطلاق نار وحرق إطارات وتعطيل لحركة المرور من قبل قلة من مثيري الشغب، الذين يحاولون بكل الوسائل تعكير صفو الأمن والأمان الذي تعيشه محافظة القطيف والتي كانت تواجه من قبل رجال الأمن بالتعامل المناسب مع كل حادثة حيث تميز رجال الأمن بضبط النفس كثيرا خلال حوادث سابقة. إلى ذلك استنكرت المواقع الإلكترونية في محافظة القطيف عملية استهداف رجلي الأمن ومقتل أحدهما، ووصفها عدد من مستخدمي الشبكة الإلكترونية بأنها جريمة بشعة يجب محاسبة من قام بها، مؤكدين بأن مثل هذه الأعمال تهدف إلى زعزعة الأمن والأمان الذي تتمتع به محافظة القطيف مثلها مثل باقي محافظات ومدن المملكة، مشيرين إلى أهمية إرشاد ضعاف النفوس وردعهم بالنصح أو بالقوة إذا تطلب الأمر لوقف عمليات العبث الشيطاني الذي يقومون به بين الحين والآخر في بعض المواقع في المحافظة. مفكرون ومثقفون ل «عكاظ»: جرائم المخربين لن تزعزع تماسك اللحمة الوطنية صالح العلياني (الدمام) عبر عدد من المفكرين والمثقفين من المنطقة الشرقية عن ثقتهم بكفاءة رجال الأمن في التعامل مع الأزمات ومحاولات زعزعة أمن الوطن من بعض المخربين. وأن أفعال المخربين لن تزعزع اللحمة الوطنية. وأجمعوا أن الوطن يحظى ولله الحمد بعقيدة مترسخة في نفوس أبنائه تتمثل في حب ولاة الأمر والتفاني في حب الوطن وأن محاولات النيل من أمن الوطن لا تمثل سوى تصرفات فردية من أشخاص باعوا أنفسهم للآخر، وأن الأمن لهم بالمرصاد. وفي هذا السياق أوضح المستشار الشرعي وعضو الجمعية العلمية للعقيدة الشيخ خالد الزهراني أن هذه البلاد تعيش ولله الحمد في أمن وأمان شرقا وغربا وشمالا وجنوبا في ظل هذا الدين العظيم الذي يحكمه قادة هذه البلاد في كافة شؤونه وقضاياه ومعاملاته والتي لا تألو جهداً في النظر لمصلحة المواطن العليا والحرص على تسخيرها وتذليلها لهم أيا كانت منطقته ومكانته. وبين الزهراني أن التعايش بين أفراد محافظة القطيف قوية وقديمه ومصالح مشتركة قديمة وهم حريصون كل الحرص على استمرارها وتقويتها وعدم زعزعتها، لافتا إلى أن المخربين فئة قليلة ينفذون أجندة دول أخرى، لذا يتوجب عدم الالتفات إلى هذه الفئة الشاذة. من جهته أوضح المفكر والمثقف سعيد الفرج أحد وجهاء القطيف أن الأفعال الإجرامية التي تصدر من البعض لزعزعة أمن الوطن أمر مرفوض تماما ولا يقبل به بأي حال من الأحوال ويجب على كل العقلاء أن يقفوا ضده صفا واحدا، موضحا أن هذه التصرفات ينفذها أشخاص وفقا لأجندة خارجية، لذا على الجميع أن يسعوا لمصلحة الوطن، والوطن فوق كل مصلحة، كما يجب أن تعرف هذه الفئة أن أبواب المسؤولين في هذا الوطن مفتوحة للجميع وهو ما تم من خلال مقابلة المسؤولين التي لم نجد منها إلا الإصغاء في أحسن أحواله. من جانبه أوضح الباحث والمفكر الشيخ تركي علي اللطيف أن مثل هذه التصرفات مرفوضة وأن الجميع ينبذون مثل هذه التصرفات الناشزة والتي لا يجب أن تعمم على أبناء المنطقة الأوفياء الذين يعملون بإخلاص لمصلحة وطنهم ومنطقتهم بما تسعى إليه الدولة في تحقيق الرفاهية وسبل العيش للمواطن في أي بقعة كانت، كما طالب اللطيف بأن يرفع الجميع أصواتهم للتبرؤ من هؤلاء المخربين والعمل على إيقافهم عند حدهم كما فعل أبناء المملكة عندما وقفوا في وجه من أراد أن ينال من أمن الوطن عبر التفجيرات والإرهاب، داعيا إلى الوقوف صفا واحدا ضد من يريد زعزعة أمن واستقرار الوطن.