فاصلة: (الاحتفاظ بالرأس خير من الاحتفاظ بالقبعة) - حكمة عالمية- أود أن أفهم كيف هي عقلية بعض القضاة لدينا في تعاملهم مع قضايا الطلاق والخلع، فبينما أعرف أن قاضياً طلب من امرأة طلبت الخلع أن ترد مهر زوجها إليه فلما سألته أن يمهلها الوقت قال «أتريدينه بلا امرأة وأيضا بلا مال»؟ يصرح عضو محكمة الاستئناف القاضي إبراهيم الخضيري إعلامياً بأنه «لو أن امرأة تزوجت رجلاً واكتشفت أنه مدخن، وذكرت في الدعوى إصابتها بمرض في الصدر وحساسية شديدة، وأوضحت أنها لم تكن تريد رجلاً مدخناً أصلاً لاعتبار ذلك عيباً شرعياً فيه، فيجب أن يفصل الزوج عن الزوجة لحصول الضرر، وعدم استمرار الحياة الزوجية». فماذا عن النساء اللواتي يتضررن من الإهانة والتحقير والعنف النفسي؟ ألا يعتبر هذا ضرراً بهن يستحق الفصل من الزوج؟!! كيف أفهم أن قضايا الخلع في بلد قريب منا كالكويت تستغرق يوماً واحداً، ترد فيه المرأة لزوجها المهر، وتنتهي القضية بالخلع، بينما تبقى في ساحة قضائنا شهوراً طويلة تذوق فيها المرأة صنوف الظلم من الزوج الذي يستغل سلطته التي أعطاها له المجتمع وقوانينه فيضايقها في دراستها أو عملها ويستعذب حرمانها من أولادها، ويتخلى عن مسؤوليات القوامة كافة. في ساحات قضائنا تتحول قضية الخلع عند بعض القضاة إلى شبه طلب موافقة من الزوج، وهي في الإسلام ليس كذلك. ربما على المعنفات أن يثبتن ضرر الدخان عليهن؛ فهذا أسهل من أن يثبتن ضرر الضرب والإهانة في مجتمع لا يدرك ضرر العنف على المرأة بل يبرز التبريرات مثل هي مقصّرة في واجباتها بينما يتعامل بحضارة مع الضرر الصحي من التدخين!!