فتح محمد آل الشيخ بوابة سرية، وخاض منطقة كانت أقرب إلى القدسية، وكسر صمتاً دام عقوداً عندما هاجم مواقف جهاد الخازن المتلونة في مواقف شتى أحدثها الموقف من الثورة السورية وهجومه على السعودية. ينقل آل الشيخ في مقاله الأخير «جهاد الخازن والزهايمر» مقطعاً خطيراً من مقال للخازن جاء فيه: «أنفي حُسن النية تماماً عن المطالبين الآخرين بتسليح المعارضة (السورية)، إذ يكفي أن ننظر إلى الأسماء لنعرف أن أصحابها لا يريدون الخير لسورية أو للعرب والمسلمين جميعاً». المقصود، هنا، السعودية لأنها الصوت الأعلى في المطالبة بتسليح المعارضة وهي، تالياً، لا تريد الخير لسوريه أو للعرب والمسلمين جميعاً! هذا كلام لا يقوله رجل مهني، ولا يصدر عن عاقل، ويستحيل نشره في صحيفة سعودية إلا أن كل ذلك حدث لأن الإعلام السعودي ارتهن لمثل هؤلاء فإن صدر منهم مدح كان وسام شرف وإن جاء غير ذلك استدعى الأمر الشرح والتوضيح لعل العلامة يتفضل ببعض التصحيح. القصة ليست صراعاً بين كاتبين. والقضية ليست حرباً على كتَّاب غير سعوديين فالتنوع سمة انفتاح وحيوية لكن الأمر مرارة وغيظ تراكم عبر السنوات بسبب منح الاعتبار والقيمة لفئات اعتاشت على السعودية، وأدارت وسائل إعلامها ومع ذلك فإنها أول المنقلبين عليها، والأسرع في التحريض والردة عنها. ورغم كثرة الحالات وتعدّد التجارب فإن ما يحدث، في أحسن الأحوال، استبدال الأسماء فقط حتى لكأن بعض المساحات إرث لا يمس لهذه المجموعة أو تلك. أصبحت هذه النوعية من الكتّاب مثل المندوب السامي؛ تدير أمورنا، وتنصحنا في توجهاتنا، وتطلع على أسرارنا ثم سرعان ما تخوننا. بالمناسبة جهاد الخازن، تحديداً، لا يعرف السعوديين إلا في عشاء أو حديث خاص أو دعوة احتفالية ومع ذلك يتصرف كأنه مرشدهم والعالم ببواطن أمورهم!