جهاد الخازن كتب هنا في الجزيرة مدّعياً أنني (كذبت) عليه ونسبت إليه ما لم يقله؛ ولأنّ (البيّنة) على من ادّعى، فسأورد هنا مُقتطفات من مقالاته تُثبت أنه إما مصاب بالزهايمر (مرض الخرف)، فينسى اليوم ما قاله في الأمس؛ هذا إذا أحسنّا به الظن، أو أنه (يبتز) ليقبض منا ثمناً لمواقفه، كما كان يفعل (إخوة) له من قبل؛ وهذا في تقديري هو الاحتمال الأقرب. جهاد منذ أن بدأت الانتفاضة السورية وهو يتخذ منها موقفاً مناهضاً (وبقوّة)، رغم شلاّل الدماء التي تدفّقت ومازالت تتدفّق بفعل (صاحبه) سفّاح دمشق ونظامه. ورغم أمنياته أن يهزم بشار المنتفضين إلاّ أنّ الرياح أتت في النهاية بما لا يشتهيه، فاضطر إلى أن ينقلب على صاحبه. ولأنني لا أطلق الأحكام دون دليل وبيّنة، فهذه حججي وبراهيني التي تثبت ما أقول: أولاً: كتب في زاويته (عيون وآذان) في جريدة الحياة في 27 أبريل 2011 مقالاً جاء فيه بالنص: (هناك في سورية اليوم شباب غاضبون ومعارضة مدنية، إلا أن هؤلاء من دون قيادة تجمعهم أو أحزاب معروفة، كحزب الوفد في مصر مثلاً. أما المعارضة الأخرى التي أرفضها إطلاقاً، فهي جماعات أصولية سرية تريد أن تعود بسورية إلى عصور الظلام، وهي حسنة التمويل (من أين؟) ولها اتصالات خارجية مشبوهة). والسؤال: أليس ما يُردِّده جهاد هنا هو ذاته خطاب الأسد ونظامه؛ ثم من هم الجهات المشبوهة يا جهاد؟ ثانياً: طالبت المملكة على لسان الأمير سعود الفيصل بتسليح المعارضة السورية التي تحمي المدنيين السوريين من القتل والإبادة، فانبرى جهاد يعارض الفكرة، مواكباً خطاب الأسد ونظامه. فكتب في 2 مارس 2012 بجريدة الحياة مقالاً قال فيه بالنص: (أعطي عدداً كبيراً من الدول الثمانين التي شاركت في مؤتمر تونس علاماتٍ عاليةً في حُسن النية، غير أنني أنفي حُسن النية تماماً عن المطالبين الآخرين بتسليح المعارضة، إذ يكفي أن ننظر إلى الأسماء لنعرف أن أصحابها لا يريدون الخير لسورية أو للعرب والمسلمين جميعاً).. أقول: لك الحق ككاتب أن تختلف مع تسليح المعارضة لرؤية تراها، ولكن لا يحق لك يا جهاد إطلاقاً أن (تُشكك) في نوايا الدول التي طالبت بتسليح المقاومة، ومنها المملكة ودول الخليج، وتصنّفهم بوقاحة وصفاقة وقلّة أدب بأنهم (أعداء) للعرب والمسلمين. ثالثاً: جهاد - كما هو معروف - يُطالب علناً بأن تمتلك إيران السلاح النووي، غير عابئ بأمن المملكة والخليج. وعندما سُئلَ: كيف تدعو إلى أن تمتلك إيران السلاح النووي، وترفض أن يتسلح السوريون الذين يدافعون عن مدنييهم؟. كتب في زاويته في 11 مارس 2012 في ذات الزاوية في جريدة الحياة مقالاً جاء فيه: (منذ خمس سنوات أو نحوها وأنا أؤيد في هذه الزاوية البرنامج النووي الإيراني، خصوصاً الجانب العسكري منه لإنتاج قنبلة نووية، هذا إذا وجد. وقبل أيام اعترضتُ على تسليح المعارضة السورية. أيّدتُ البرنامج النووي الإيراني لأنّ لدى إسرائيل ترسانة نووية مؤكدة، إلا أنني زدتُ مُقترِحاً على الدول العربية كلها أن تسعى لامتلاك سلاح نووي، فانتشار مشاريع الأسلحة النووية في الشرق الأوسط سيجعل أميركا والشرق والغرب تسعى إلى تجريد المنطقة من أسلحة الدمار الشامل ونرتاح من ترسانة إسرائيل، وما قد تملك إيران في المستقبل).. من الواضح أنه عندما انكشف، وانفضح تناقضه، وكيله بمكيالين، هرب إلى القول بأنه يطالب بتملُّك كل العرب السلاح الذري، لا حبّاً بنا، وإنما تخلُّصاً من الإحراج، والأهم (دَعم منظومة إيران - الأسد) التوسعية، بحجّة أنه يريد أن ينتصر لموطنه فلسطين. لذلك فعندما قلَبَ الخازن لبشار ظهر المجن ومن خلفه إيران، وناصر الانتفاضة أخيراً، وهَرَبَ من سفينة صاحبه (الأسد)؛ كان بالفعل موضوعاً جديراً بالكتابة عنه. والسؤال: هل كذبت عليك يا جهاد وتجنّيت وأنا من فمك أدينك؟.. فمن الذي يكذب إذن؟ إلى اللقاء.