**يفرض عليك الدكتور خالد السلطان مدير جامعة الملك فهد للبترول والمعادن احترامه من خلال منهج العمل الذي يتبعه في أهم حرم جامعي لدينا من حيث قيمته العلمية العالية، وفي غضون نصف ساعة فقط في مكتبه يوم أمس، لمست كم كنت ومازلت مبهورا بهذه الجامعة التي لا تبعد سوى أقل من كيلو متر عن بئر الخير البئر رقم واحد. **بيد أنني لست في وارد إلقاء الضوء على أهم جامعة عريقة لدينا، ذلك لأن المنجز يتكلم عن نفسه، لكن حديث الدكتور خالد لفتني إلى شيء أزاح عني كمية التشاؤم التي صاحبتنا خلال الأسابيع الماضية، حين تحدث عما ينشر في بعض الوسائط الإعلامية بروح تشاؤمية كبيرة، مع وجود ما هو مبهر يراه الآخرون البعيدون عنا، ولا نراه نحن. **ولكن ليس شرطا أن ما يراه الدكتور نراه نحن، فبيئة عريقة مثل بيئة جامعة الملك فهد هي بالفعل بيئة نظيفة تربي الإبداع والأمل والجيل القادم الدائم لأهم سوق طاقة في العالم، وحين دخلنا مع فريق العمل من بوابة الجامعة أدركت أن بيئة المباني والنظام لا تنفصل بأية حال من الأحوال عن بيئة العقول. التشاؤم موجود وسيظل، لكن تشويه المنجز هو المحزن والمحبط، وتشويه ما تقوم فيه قيادة هذه البلاد في الداخل على يد بعض المسئولين خاصة في قطاع الخدمات والبني التحتية هو من يعطي فرصه لهذا التشاؤم، ويعطي أعدائنا في الخارج فرص من النيل منا. **أعود إلى التشاؤم والتفاؤل وأجد أن وسائط الإعلام الحديثة تمتلئ بالغث من الإحباط الدائم، والتعليقات العديدة التي يساهم بها أبناء وبنات المجتمع، للحد لو قارنت وسيلة واحدة مثل " توتير" وما يتناوله السعوديون من قضايا ومناوشات فيها مع ما تتناوله نفس الوسيلة في دول مجاورة لعرفنا كمية هذا الإغراق في التشاؤم والإحباط والتراشق أيضا. **ولعل رصدا سريعا الأسبوع الماضي لوسائط الإعلام المتعددة، بينت حجم التشاؤم من معرض الكتاب العالمي في الرياض قياسا بتجربة العام الماضي حين مرت عاصفة المحتسبة وسمعها القاصي والداني،وبعد افتتاح المعرض الثلاثاء الماضي بانضباط ونجاح فاق التوقعات ونجاح للمنظمين ولهيبة المكان وللثقافة المحلية أصبح يحق لنا أن نفتخر بكبح الأصوات النشاز عن العبث بنا وبآمالنا. **التشاؤم موجود وسيظل، لكن تشويه المنجز هو المحزن والمحبط، وتشويه ما تقوم به قيادة هذه البلاد في الداخل على يد بعض المسئولين خاصة في قطاع الخدمات والبنى التحتية هو من يعطي فرصة لهذا التشاؤم، ويعطي أعداءنا في الخارج فرصا للنيل منا. **لقد دخلت من بوابة الجامعة العريقة بكمية أحملها من الإحباط، وخرجت من بوابتها بعد ستين دقيقة بكمية من التفاؤل والطموح وأنا أشاهد منجزا ضخما وطاقة من سواعد شبابنا يحمل العلم وكنت أود أن تكون بناتنا أيضا فيه، ولا أعرف ما الذي أثر فيّ كلام الدكتور الذي ينزعج من المديح أم الجامعة التي تستحق ويستحق القائمون عليها كل مديح واعتزاز؟!.