اعتادت جامعة الدول العربية تزيين بياناتها بجملة «الأمة العربية تمر بمنعطف خطير»، تماما كبعض المحللين حين يتناولون الشأن السعودي حين يقولون: «السعودية تمر بمرحلة مخاض»، وإلى الآن – منذ أكثر من نصف قرن – لم تتجاوز الأمة العربية المنعطف ولم تتخلص المملكة من مرحلة المخاض لتنجب المولود!. يبدو أن الكرة السعودية أمام «منعطف خطير» يتمثل في تداعيات مباراة أستراليا. لا بد أن نعترف بأن أمجاد الكرة السعودية ليست أكثر من ذكرى تاريخية، وأنها – أي الأمجاد – أصبحت عبئا على حاضرنا، والخروج من عنق الزجاجة يتم عبر نسيان الماضي تماما والالتفات إلى المستقبل فقط. كان خروجنا مبكرا من تصفيات كأس العالم طبيعيا في ظل الإعداد السيء للتصفيات، فمباراة أستراليا كانت مجرد مباراة أخيرة لا يجوز أن نحملها كل شيء!. تأخرنا في التعاقد مع المدرب وهذا ما انعكس سلبا على المنتخب وإعداده. إن أخطاء اتحاد الكرة لم تبدأ عند المنتخب الأول، بل سبقته إلى المنتخب الأوليمبي وابتعاده عن أولمبياد لندن. كأي مشجع سعودي، لم أشعر بالتفاؤل أو بالثقة، وهذه هي مشكلة المنتخب الكبرى، لم نعد نثق في منتخبنا. بعد الفوز بكأس آسيا في الإمارات لم أشاهد منتخبا يليق بالكرة السعودية إلا في عهد المدرب الأرجنتيني (كالديرون)، وكعادتنا أقلناه بلا مبرر!. أن نتحسر على التأهل خير من أن نبكي على فضيحة بعد التأهل، يبدو أن منتخبنا «يمر بمرحلة مخاض» في ظل «منعطف خطير»، وإنا لله وإنا إليه راجعون!.