عبد الله منور الجميلي - المدينة السعودية قال الضَمِير المُتَكَلّم : أمسِ حدثتكم عن تهوري وطاعتي لنفسي عندما حرضتني على انتقاد ( اختبارات القياس ) وكنت أعمل معهم ؛ حيث تمّ طردي ، وفي هذه اللحظات أجد تلك النفس تحرك فكري وأناملي للكتابة عن ما يُسَمّى ( مُلْتَقَى المثقفين السعوديين ) !! نعم ستحرمني مستقبلاً من رحلة خمسة نجوم ، وبوفيه مفتوح ونوم ؛ وهي تأمرني الآن أن أنقل لكم بعض المشاهد : ( 1 ) دعوة أكثر من ألف يقال بأنهم من المثقفين والمثقفات ؛ القائمة لا جديد فيها ؛ فالأسماء نفسها تتكرر في كلّ المناسبات منذ سنوات ؛ ( فليس في البلَد إلا هذا الوَلَد ) ؛ فمشاركة الشباب محدودة ؛ فالعديد من المدعوين مُعَمرون ومعُمّرات ؛ لم يقدموا لمجتمعهم شيئاً فيما سبق ، وفاتهم القِطَار في ما سيأتي ويَلْحَق !! ( 2 ) البرنامج الثقافي لا يناقش موضوعاً واحداً يُلامس نبض المجتمع الثقافي ، ويواكب مستجداته ، ولا يطرح الرؤى والأفكار بين التيارات المختلفة بحثاً عن توافق يجمعها ؛ بل تفاصيله مجرد أوراق عمل عشوائية لا رابط بينها ، ولا جديد فيها أو مفيد !! ( 3 ) قاعات الفعاليات خالية إلا من عدة أفراد هنا أو هناك ؛ فأغلب أولئك الذين يلقبون بالمثقفين جاؤوا لكل شيءٍ ، وأيِّ شيء إلا لتعاطي الثقافة ؛ فالحضور الكبير فقط للقاء وزير الثقافة ، وفيه السّباق لإثبات الوجود أمامه بسؤال أو تعليق !! ( 4 ) نعم فإذا كان المثل الدارج يقول : ( حَج وبِيْع سُبَح ) معبراً عن قضاء المصلحة الأساس ، مع فوائد أخرى جانبية ؛ فإن أكثر رواد ملتقى المثقفين أتوا فقط ( لِبَيْع السُّبَح ) !! فالمساء لزيارة الأصدقاء والأقارب ، والليل للسَّهَر ، واحتساء القهوة ، والسير في ممرات الفندق الراقي ؛ وعرض الأزياء من بعض المثقفات ؛ أما الضُّحى فللنوم ، وهنا مع الفارق يبرز للذاكرة قول امرىء القَيْسِ: وَتُضْحي فَتيتُ المِسكِ فَوْقَ فِراشِها ... نَؤومُ الضُّحى لم تَنْتَطِقْ عَنْ تَفَضُّلِ ( 5 ) المشهد الأخير : توصيات مكرورة من ملتقيات سابقة لم تنفذ فيما مضى ، ومصيرها النسيان والتجاهل مستقبلاً ، وصورة قاتمة لبعض المثقفين تكشِف أسباب تراجع الثقافة ، وعجزها عن قيادة المجتمع !! أخيراً هاهي نفسي تقودني مرة أخرى لتحرمني من دعوات الثقافة ،والسهر , ونَوْمَة الضُّحَى ؛ فكيف أتصرف معها يا أعزائي ، تَكْفون دِلْوني !! ألقاكم بخير والضّمَائر مُتَكَلِّمَة