انباؤكم - د . سعد بن عبد القادر القويعي كثيرا ما أتساءل مع نفسي , لماذا يُعتبر المال العام أكثر تعرضا للاعتداء , والتفريط , - لاسيما - في مشروعات , وشركات القطاع العام , - إضافة - إلى المؤسسات , والمصالح الحكومية ؟ . ولماذا تُرسى العطاءات , والمناقصات على شركات معدودة ؟ . مع أن مصطلح المال العام , حق لمجموع الناس , باعتبار أن المال العام عند الفقهاء , ملك للمسلمين , بل جعله بعضهم : بمنزلة مال اليتيم في وجوب المحافظة عليه , وشدة تحريم الأخذ منه . وحمايته حينئذ تكون فريضة شرعية , ومسؤولية فردية , وجماعية ؛ لكثرة الحقوق المتعلقة به , وتعدد الذمم المالكة له . إن صور الاعتداء على المال العام , ألحقت بالناس خسائر فادحة , وخللا في استقرار المجتمع , بل هي من أخطر القضايا التي تهدد الأمن الاجتماعي , والاقتصادي , والسياسي . وتخيّل كيف لو وظفت هذه الأموال في التنمية الحقيقية ؛ لتحققت مكاسب كبيرة في تنمية الإنسان , والوطن . ولعل إنشاء هيئة لمكافحة الفساد ؛ لتكون رافدا مهما في الرقابة على المال العام , سيضيق الخناق على المعتدين , وسيخفض مقدار الهدر المالي . وهي خطوة - بلا شك - , ستجعل المجتمع واعيا لحقوقه , ومدركا لمسؤولياته . إن ضعف القيم الإيمانية , والأخلاقية , والجهل بفقه حرمة المال العام , والتقصير في حمايته , من الأسباب الرئيسة المؤدية إلى الاعتداء على المال العام . وحين يتجرد هؤلاء من إنسانيتهم , وينخلعوا من وطنيتهم , فلا تسل - حينئذ - عن سرقة الأموال الطائلة , ونهب المرافق العامة , والاعتداء على الأراضي الشاسعة . [email protected]