تردد العجائز والحكماء مقولة «ربي ارزقني.. وارزق مني»، وهذا نهج بلادنا في منح الفرص الاستثمارية على أرضنا المباركة المكتنزة بالخيرات.. إلا أن البعض يصل به الحسد أحيانا إلى مرحلة: رب ارزقني ولا ترزق مني..! عندما نطالع معاناة بحسب «عكاظ الأحد 31/يوليو/2011م» تجسد لنا نوعية وأسلوب التعامل مع العمالة الوطنية نفهم جيدا ماذا يعني حذرنا وارتيابنا من الاستثمار الأجنبي على أرض بلادنا، نحن لا ندعي ونزعم بقدر ما نشاهد ونرصد ونحتج. بعض الشركات الأجنبية لا تستهين بأنظمة السعودية فقط بل وتذهب إلى ساحات التقاضي مقابل أن يمتد الظلم الواقع على المواطنين، وهذا نوع من التبجح لابد من رد واضح ورادع عليه بحيث لا يتكرر الموقف وتستغل حاجات الناس.. ويستهلك المواطن بدون مردود وانعكاس يمنحه الحياة الكريمة التي يستحقها ومن خيرات أرضه، ليس لأحد منة عليه ولا تفضل. نتحدث عن معاناة تتفاقم حتى دعت الهيئة الابتدائية لتسوية الخلافات العمالية بمكتب العمل في الشرقية، لإلزام شركة صينية تعمل في مجال حفر الآبار البترولية على صرف مكافأة نهاية الخدمة ومستحقات الإجازات السنوية لمواطنين، بعد قضية تقدم بها أكثر من 40 سعوديا يشتكون (تلاعب الشركة في مكافآت نهاية الخدمة، ومستحقات إجازاتهم ورفض مندوبها تطبيق أنظمة مكتب العمل.. تتكاثر إدارة الشركة على موظفيها السعوديين إصدار بطاقات التأمين الطبي لهم ولعائلاتهم بعد عشر سنوات من توظيفهم، وتتلاعب في حسابات الرواتب والزيادة السنوية وبدل المواصلات مع حرمان من وجود سلم وظيفي واضح، وحرمان من الدورات التدريبية وحصرها على الموظفين الصينيين وتركهم عمالا مساعدين فقط من غير اكتساب أية مهارات لإدارة العمل) ! مالذي قدمه الاستثمار الأجنبي للقوى العاملة الوطنية إذا كان العمل في القطاع الخاص تحت قهر المستثمر الأجنبي سيطحنهم ويخرجهم بعد أعوام التنكيل خالين الوفاض..! هل فعلا يصدق علينا القول إننا أكبر سوق لتدريب العمالة الوافدة، هذا ما يتبدى لنا من قصص اليوم نشهد عليها أفعالا تضاف إلى ملف الالتفاف على السعودة لدرجة الاستهانة بها والتعامل بصورة غير إنسانية ولا حضارية، لقد راعى من يدير الشركة الصينية مواطنيه وقدمهم وفضلهم وميز بينهم وبين السعوديين، وبصراحة هذا موقف يجسد الحس الوطني لديهم، وإن كان تصرفهم تجاه مواطنينا مستهجنا فذلك لأن استمراء ظلم السعوديين كل هذه الأعوام استغلالا لحاجتهم ما كان له أن يتم لولا غيبوبة تطبيق الأنظمة.. فتح التساهل لهم الأبواب ليحترفوا تطفيش أبنائنا وعلينا محاسبة المتجاوزين وإغلاقها بصرامة.