ينقسم كتّاب الصحافة السعودية إلى أنواع: أهل الهذر.. وهم أهل الكلام الكثير الذي لا طائل من ورائه .. ما يُقال بسطر يُعبّر عنه بصفحة.. ومايحتاج لفتة يسطّرونه بمقال... الكمّ مسيطر عليهم، والإنشاء لغتهم. قد تجد أحيانًا الفائدة العامة، لكن مع الجهد والصبر في القراءة والتنقيب.. أهل الأهواء وهم أصحاب توجّه فكري، يميلون لليبرالية لكن لايعرفون معناها.. يناصرون قضايا الحرية وهم أشد الناس لها عداوة... في قلوبهم مرض وأقلامهم مسمومة.. الموضوعية بعيدة والمسؤولية غائبة عنهم.. يزعمون الإصلاح ويشهرون ورقة التقدّم، بينما هم يطعنون الفضيلة في خاصرتها... الشهوة تحرّكهم والمطامع دافعهم... ينتقلون بين الصحف، والأبواب دائمًا مشرعة لهم، ويقولون - أحيانًا - كلمات جميلة وصحيحة، لكنها مغلّفة بالسم؛ فتفقد رونقها. المحترفون وهم كتّاب من الدرجة الأولى محترفون مهنيًّا، وأصحاب أقلام قوية، بضاعة الكتابة عندهم ممتازة، وموضوعاتهم في الغالب مناسبة.. قد توافقهم وقد تختلف معهم، لكنهم غالبًا مايكتبون بموضوعية وصدق.. يُعدّون على الأصابع .. وأحيانًا يوقفون عن الكتابة.. لهم مني أعطر سلام. تكملة الصورة وهؤلاء كتبة يغلب عليهم الخير والتوجّه الطيّب، يريدون إفادة القارئ ونصح المجتمع.. كتاباتهم تشهد على صدق نواياهم وجدة مطالباتهم.. حضورهم ليس بكثيف وأماكن مقالاتهم ليست بارزة.. هم تكملة صورة في الصحف السعودية، ودفع لتهمة التحيّز والليبرالية، التي عادة ما توصم بها هذه الصحف.. لكن إن تجاوز أحدهم خطاً أصفر (وليس أحمر) فمع السلامة، بدون حب او كرامة!! هؤلاء هم الكتّيبة (بالمصرية).. وهم الذين يسيحون على صفحات الجرائد.. بعضهم يكتب منذ سنوات، وبعضهم حديث عهد بمهنة، لكن الصفة - الأغلب - في الكتابة هو العلاقة الشخصية مع الصحف والقائمين عليها، إضافة إلى الموافقة (غالبًا) في التوجّه الفكري، فمتى نجد حيادًا وموضوعية ومهنية في صحافتنا السعودية!!