كشفت ل «عكاظ» مثقفات سعوديات، عن تخوفهن الشديد من ترشيح أنفسهن لدخول الجمعية العمومية للأندية الأدبية، وأكدن أن لائحة الأندية الأدبية تعاملت مع المرأة بخجل وضبابية كبيرة ولم تتطرق إلى المقاعد المخصصة للمرأة بشكل واضح. وبينت المثقفات أن بنود اللائحة وردت بشكل عائم، فيما يخص مدى إمكانية إتاحة الفرصة لهن في منافسة المثقفين على مقاعد الجمعية العمومية، وكذلك مجالس الإدارة، وصولا إلى كراسي رئاسة الأندية. الناقدة الدكتورة لمياء باعشن، أفادت أنها سترشح نفسها لدخول الجمعية العمومية على الرغم من إيمانها الكبير أن هناك ضبابية كبيرة حول دور المرأة في الترشح والانتخابات لمجالس الإدارة. وأضافت «لكنني أعتقد أن هناك أسماء كبيرة من المثقفات والأديبات سيبتعدن بسبب بعض بنود اللائحة والتي شابها الكثير من الغموض». ولفتت باعشن إلى أن اللائحة للأسف الشديد تعاملت مع المرأة على استحياء كبير ولم يصدر فيها ما ينصف المرأة كعضو فاعل ومؤثر في الحراك الثقافي السعودي. وزادت باعشن «غير أن هذا لن يثني المثقفات عن المضي قدما نحو تثبيت أقدامهن في المشهد الثقافي السعودي»، مشيرة إلى أن هناك إقصائية واضحة للأسف تمارس ضد المثقفات من بعض المثقفين الذين يحاولون تهميش دور المثقفات في المشهد الثقافي. باعشن استطردت قائلة: «نحن أمام مرحلة جديدة تتطلب من كل المثقفات أن يثبتن مدى ما وصلت إليه المثقفة السعودية من وعي تستطيع من خلاله وضع بصماتها المميزة في مشهدنا الثقافي». وأكدت رئيسة اللجنة النسائية في أدبي حائل عائشة الشمري، أنها ستقوم بالترشح لدخول الجمعية العمومية في أدبي حائل، وقالت «كلي ثقة في الحصول على مقعد من خلال الجمعية العمومية». وأضافت: أعتقد أن كلمة «عضو» التي وردت في اللائحة هي كلمة تعني الرجل والمرأة لغويا، وهذا دليل كبير على إمكانية مشاركة المرأة في هذه الانتخابات، انطلاقا من دورها الفاعل في الحراك الثقافي السعودي. وأفادت الشمري أن هناك أسماء ثقافية نسائية كبيرة أكدن لها ترشيح أنفسهن لدخول الجمعية العمومية على مستوى عدد من الأندية الأدبية. أما الشاعرة نادية البوشي فأكدت أنها لن تتقدم لترشيح نفسها لدخول الجمعية العمومية، وقالت: «ببساطة لست متفائلة بفوز امرأة مثقفة بمقعد في مجلس الإدارة بالطريقة المنصوص عليها في اللائحة وهي الترشيح الفردي المستقل لكل عضو، بينما لو كانت الانتخابات ستتم بطريقة القوائم (المنهي عنها في اللائحة)، بحيث تجمع كل قائمة عددا من المثقفين والمثقفات ويتم التصويت عليها فسيكون احتمال الفوز أكبر والوضع محفز أكثر على خوض التجربة». واستطردت البوشي «عملية الترشيح تستلزم دعاية ومتابعة وجهودا فردية تستهلك وقتا كبيرا لا أجده متوفرا لي ولا أظني قادرة عليه بمفردي». من جانبها، أكدت عضو اللجنة النسائية في أدبي المدينة إبتسام المبارك أنها لن ترشح نفسها لدخول الجمعية العمومية، وذلك لأسباب تحتفظ بها لنفسها، مشيرة إلى أن الساحة الثقافية ستشهد تحولا كبيرا بدخول أسماء لا علاقة لها بالثقافة وخروج قامات ثقافية كبيرة، وهذا سيكون له تأثير كبير على المشهد الثقافي في المملكة. ولفتت المبارك إلى«أن هناك أسماء نسائية للأسف الشديد تدعي الثقافة وخرجن بمحض إرادتهن من أدبي المدينة، وهناك أخبار تواترت عن عودتهن لدخول الجمعية العمومية لنادي المدينة الأدبي، وهنا يبرز السؤال.. هل ستصبح الأندية الأدبية مكانا للصراعات والمناوشات النسائية، أم أن عملية التقنين مطلوبة للحد من دخول أنصاف المثقفات والمثقفين إلى الأندية الأدبية». القاصة نوال الزيدان أكدت أنها ستقدم أوراق الترشح للجمعية العمومية في أدبي الرياض، وأشارت إلى أن المرأة بحاجة إلى جهد كبير، مضيفة «للأسف الجهود الحالية للمرأة مقننة جدا، وهناك أسباب جعلت المرأة تتخوف من الدخول في المعترك الثقافي، ولكن المرأة كذلك هي العامل الرئيس، فهي للأسف تقوم بإقصاء نفسها، لأنها مترددة دائما في إكمال مشوارها الأدبي والثقافي». وخلصت الزيدان للقول: «أعتقد أنه من الأفضل حاليا العمل بنظام الكوتا، وأن يكون للنساء مقاعد مخصصة وهذه الطريقة تضمن للمرأة الحصول بل والمنافسة على مقاعد داخل الأندية الأدبية».