اعتبرت رئيسة اللجنة النسائية في نادي جدة الأدبي الدكتورة فاطمة إلياس أنه من المفترض أن يكون حظ المرأة مساويا لحظ الرجل، في ظل اللائحة الجديدة للأندية، بل يجب أن يكون حظها متفوقا على الرجل، وذلك تعويضا للمثقفة السعودية عن سنين الإقصاء من حمى مجالس إدارات الأندية الأدبية. وأبدت فاطمة عبر «عكاظ» خشيتها أن تنتقل عدوى الإقصاء عن سابق إصرار وترصد إلى عقلية الناخب المثقف، «الذي ننام ونصحو على ضجيج مناداته بحقوق المرأة، وأهلية المثقفة السعودية لترشيح نفسها حتى لرئاسة الأندية الأدبية، وتحمل مسؤوليات الإدارة الثقافية». وسألت فاطمة: «هل سينتخب المثقف السعودي أخته ومواطنته لعضوية مجالس الإداراة في الأندية، أم سيستجيب لتقاليد التهميش ويصم أذنيه عن أحقية المثقفة والأديبة السعودية في المشاركة في إدارة الأندية الأدبية وتسنم مكانها اللائق بها في مجالس الإدارة». وأعلنت فاطمة «أنا شخصيا غير متفائلة باللائحة الجديدة، رغم إصرارها على الانتخابات، وعدم وجود ما يمنع صراحة انتخاب المرأة، والسبب هو عدم إصرارها على حق المرأة في الانتخاب، وكأنما الأمر برمته تحصيل حاصل، دون الأخذ في الاعتبار حداثة التجربة حتى بالنسبة للمثقف الرجل، بل وتذهب اللائحة بعيدا، وتفرط في التفاؤل كما لو كنا للتو عائدين من حفلة انتخابية نموذجية خاضتها المثقفة جنبا إلى جنب مع أخيها المثقف». وشددت على أن هذه الضبابية في طرح مسألة الانتخاب وعدم الاعتراف بحقيقة أن المرأة قد تمنع من ترشيح نفسها لعدم وجود نص صريح بأحقيتها، سيجعل من دخولها مجالس الإدارة أمرا خاضعا للتأويلات الذكورية لما ورد في اللائحة، وقصره على «المثقف» الرجل. والكارثة الكبرى هي أنه حتى لو وضعت الوزارة لفظة «المثقفة» للتأكيد على حق المرأة، ولمنع أي لبس إقصائي أو مزاجي، فإنها قد لا تنتخب أصلا كما حدث في دول مجاورة بسبب الخوف من وجود المرأة، ومن الاختلاط، وبسبب النظرة الدونية لها. والحل في رأيي هو في «الكوتا». وخلصت رئيسة اللجنة النسائية في نادي جدة الأدبي للقول: «لا بد من ترشيد انتخابي في البداية حتى لا تظلم المثقفة، ولترسل الوزارة من خلال «الكوتا» أن المرأة يجب أن تنتخب، وأن تكون عضوة في مجالس الإدارة، وأن الأمر لم يعد خاضعا لبوصلة الوعي المجتمعي الذي ما زال يراوح مكانه في كل ما يخص المرأة ومشاركتها في صنع القرار».