هل ما زلتم تتذكرون فلسطين؟! - أووووه... فلسطين! - نعم، فلسطين. فربيع العرب القصير يجب ألا ينسيكم خريف فلسطين الطويل. فلسطين حالة استثنائية من بين الجراح العربية. فهي تنزف منذ ستين عاماً، لكن لا قرارات «صارمة» من مجلس الأمن ولا حلف ناتو «شهم» سيوقف نزيفها. حتى «فايسبوك» الذي يكاد بعض العرب يسمي مولوده الجديد باسمه امتناناً وعرفاناً لما ساهم به في مسار ربيع العرب وحرية الانسان، عندما جاء التنادي ليوم الحرية في فلسطين (15 ايار / مايو القادم)، كان التحيز «الفايسبوكي» ليس للعدالة أو للحرية... بل لإسرائيل. «فايسبوك» الذي يطارد الأنظمة العربية لإسقاطها، أصبح في الحالة الاسرائيلية يطارد الشعوب العربية لإسقاطها... عبر إغلاق مواقع الدعوة الى الانتفاضة الفلسطينية الثالثة. يبرر «فايسبوك» ذلك بداعي تجنب العنف ضد اليهود، لكأنه كان يهدي وروداً وشوكولا للشباب العرب الذين سقطوا في تونس ومصر واليمن وسورية! يصبح الغرب جميلاً... حتى يمسي عند أقدام اسرائيل فيقبح. لعبة خطرة في الاستعراضات الكبيرة تكثر الألعاب الخطرة! الطائفية... القبلية... الحزبية... الحروب الصليبية ... «القاعدة»، الدين كله... والدنيا كلها أيضاً. خطابٌ في النهار يحذرك من فقدان الدين في حفلة «الإسقاط» الماجنة. خطابٌ في الليل، من الرئيس نفسه، يحذرك من فقدان الدنيا في هذه الحفلة الباهظة. ينتابك القلق على خسران الدين أو الدنيا. تفكر قليلاً، ثم تكتشف أنك قررت ألا تخسر الدين والدنيا والحفلة... معاً! الشتم بالمديح! إذا أردت أن تمدح أحداً بالثناء... ارفعه قليلاً عن الأرض. إذا أردت أن تشتمه، بالوسيلة نفسها أيضاً،... ارفعه إلى السماء! قال أحدهم، قبل عشرة قرون، يمدح الخليفة المعز الفاطمي: ما شئت لا ما شاءت الأقدار فاحكم فأنت الواحد القهار قال ابن كثير، في البداية والنهاية، واصفاً المادح والممدوح: (قبّحهما الله). هو لم يكتفِ بتقبيح المادح فقط لعلمه برضا الممدوح، بل وتهيئته لأجواء هذا المديح الفاجر. قال آخر، قبل عشرة أيام، يمدح «الخليفة»: (الوطن العربي قليل عليك يا سيدي، أنت يجب أن تقود العالم). المعنى العربي ل «تويتر»: هو الطير الذي بتغريداته، يزيد «توتر» الظالم... ويمتص «توتر» المظلوم!