يحكى أن رجلا من الذين يعرفون من أين تؤكل الكتف، وفي وراية آخر من أين تؤتى الكتف، والمعنيان يؤديان إلى هدف واحد، وهو أن صاحبهما ضليع في الانتهازية، يحكى أن ذلك الرجل راح يمدح أحد الذين لا تبرأ بهم الذمة ويصفه بصفات نبيلة استطاع الموصوف إقناع المغفلين والمستفيدين منه بها، وكان المستمع إلى المديح الممجوج على علم ومعرفة بأخلاق الممدوح وسلوكه وأعماله وتظاهره بالورع والبر بهدف طمأنة الناس الذين يتعاملون تمهيدا للانفضاض عليهم وأكل أموالهم بالباطل مستخدما سمعته الحسنة وثناء المغفلين عليه ستارا لأعماله وتحركاته الوخيمة ومظالمه العظيمة، ولذلك كان للمستمع للمديح السخيف موقف مبدئي ضده عرف به بين الناس الذين وجد منهم من يؤيده في موقفه المبدئي، لأنه موقف أصيل كريم، كما وجد منهم من يعارضه ويعاديه على ذلك الموقف، إما لأن أصحاب هذه المواقف من المغفلين وإما لأنهم من المستفيدين من عطايا وهبات الممدوح بغير وجه حق، وكان المادح يحاول إقناع العارف بأخلاق الممدوح بأنه ولي من أولياء الله وأنه لا يجوز له معاداته أو النيل منه، وقد بالغ في مديحه ودفاعه عنه حتى إنه ذكر صاحبه بالحديث القدسي الذي جاء فيه أنه من عادى وليا آذنه الله بالحرب، فلما وصل المادح إلى هذا المستوى من الدفاع المستميت عن ولي نعمته الذي وظفه لديه بعد تقاعده رادا له جميلا فعله فيه أثناء الوظيفة قد يكون أضاع به أمانة كانت في يديه لصالح «عمه»، لما وصل المادح يمدحه إلى ذلك المستوى قال له: قل يا أبا علي آمين فقال بلا تردد، لأنه كان في غمرة حماس المدح والدفاع: آمين.. ثم آمين، فرفع الرجل العارف بأخلاق وسلوك الممدوح يده إلى السماء ودعا قائلا: اللهم احشر أبا علي مع صاحبه، وذلك عملا بما جاء في الأثر من أن المرء يحشر مع من أحب، وهنا ارتج على المادح وتلجلج لسانه وراح يلف ويدور ويفسر ويكشر، بعد أن أدرك أنه قد أمن على دعاء قد لا يكون في صالحه، لأنه عليم بأخلاق ممدوحه ولكن مصالحه جعلته يكيل له المديح حتى وقع في شر عمله. فإن رأيتم من يمدح ظالما أو خسيسا بغير وجه حق فادعو عليه بأن يحشره الله معه.. نسأل الله لكم القبول!! للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 162 مسافة ثم الرسالة