كشفت مصادر ديبلوماسية عربية في لندن لصحيفة «السياسة» الكويتية، أن دول مجلس التعاون تتجه إلى اتخاذ قرار جماعي بإبعاد جميع اللبنانيين الشيعة الذين لهم علاقة ب «حزب الله» و «الحرس الثوري» الإيراني، في مدة لا تتجاوز منتصف الشهر المقبل. ونقلت الجريدة عن مصادر استخباراتية، أن هناك عناصر من الحزب والحرس يقودون، مع رجال دين محليين، التظاهرات في بعض دول مجلس التعاون. هذا الخبر، غير المؤكد من مصادر رسمية، أثار مخاوف المواطنين اللبنانيين الشيعة العاملين في دول الخليج. وبعضهم خشي أن يؤدي الوضع الأمني في هذه الدول الى اخذ البريء بجريرة بعض العناصر المحسوبة على دول وأحزاب، والتي تسعى الى تنفيذ أجندات أجنبية. وهو تذكَّر ما جرى للفلسطينيين بعد الغزو العراقي للكويت، حين تعاون بعض الفلسطينيين المقيمين في الكويت مع الاحتلال، وتنكر لفضل البلد الذي احتضن الثورة الفلسطينية في ستينات القرن العشرين، وكاد أن يساوي الفلسطيني بالكويتي، فكان أن رحّلت الكويت أعداداً كبيرة منهم، واتخذت دول خليجية أخرى الإجراء نفسه، على رغم أن بعض مَن شمله هذا القرار عاش عقوداً من الزمن في هذه الدول، وتصرّف في شكل حضاري مع الناس والبلد. لا شك في أن هذه مخاوف مشروعة. وهناك أعداد كبيرة من اللبنانيين المنتمين الى الطائفة الشيعية الكريمة مبدعون، ويعملون بجدارة وإخلاص، وهؤلاء لا علاقة لهم بالأحزاب والدول، ولا حتى بالسياسة، بل إن بعضهم ترك بلده هرباً من تنامي الحس المذهبي الكريه، والتميز في الوظائف والفرص، وهو اليوم يخشى من أن الذي أفسد حياته في لبنان ربما صار سبباً في تنغيص عيشه واستقراره في دول الخليج، ويعيش في قلق، ويتطلع الى توضيح يعيد الاطمئنان له ولأسرته، فليس أصعب من أن تعيش وأنت قلق على مستقبلك. الأكيد أن دول الخليج لا تتعامل مع الناس على طريقة الدول التي تحكم بأنظمة الطوارئ والترهيب. وهي تتصرف بحكم القاعدة الإسلامية «لا تزر وازرة وزر أخرى»، فضلاً عن أن السعودية ودولاً خليجية، على رأسها الإمارات، لم تتعرض للفلسطينيين إبان أزمة غزو الكويت. ناهيك عن أن السعودية ودول الخليج مرت بأزمات مع أنظمة عربية وأحزاب، وظلت لا تحمّل الناس حماقة الأنظمة والمنظمات. لكن هذا لا يمنع من التذكير والإشارة الى أن التأزيم الذي يحاول البعض فرضه على المنطقة، من خلال التدخل في شؤون الدول، يجب ألاّ يغيّر سعة أفقنا، ومواقفنا الأصيلة والثابتة.