ليس غريبا بعد تبرئة عضو هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الذي طعن مواطنا بعد رفضه لأوامر رجل الهيئة له بتغطية عيون زوجته، أن يتحاشى المواطنون حضور اللقاء المفتوح مع الشيخ الدكتور عبد الله الشثري رئيس هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في منطقة الرياض رغم الإعلان المكثف في وسائل الإعلام وعبر رسائل الجوال عن تنظيم الهيئة اللقاء حسب ما ذكرت «الوطن» في عدد يوم الخميس 24/1/1432ه ، وذلك لما صدم به الناس عامة من تلك التبرئة غير العادلة بالقياس للحكم الذي أصدره قاضي في محكمة حائل الجزئية وفقا لما ذكره الدكتور عبد العزيز الصويغ في «المدينة» يوم الخميس 24/1/1432ه القاضي بجلد المواطن 30 جلدة بعد توجيه تهمة مضايقة النساء في سوق برزان له ولقريبه اللذين تشاجرا مع عضو هيئة الأمر بالمعروف في حائل أيضا. والواقع أنه رغم كثرة ما قرأنا في الصحف عن التصرفات غير المقبولة من بعض وأقول بعض، رجال الهيئة فإننا لم نسمع أو نقرأ عن حكم صدر بتقريع ذلك العضو أو حتى توجيه إنذار له ناهيك عن سجنه، أو جلده عقابا على ما اقترف من إساءة بغير وجه حق، وإن قال فضيلة الدكتور الشيخ عبد الله الشثري كما جاء في «عكاظ» في عدد يوم الخميس 24/1/1432ه في لقائه الذي اقتصر على بعض الإعلاميين: ((إن التغيير باليد مسؤولية السلطات المعنية والمتمثلة في رجال الأمن والهيئة وأن رجل الهيئة شخص مسؤول، وهو بشر يخطئ ويصيب لكن إصابته أكثر من خطئه)). ونحن مع الدكتور الشثري أن رجل الهيئة بشر من بني آدم، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((كل ابن آدم خطاء وخير الخطائين التوابون))، لكن المشكلة أننا لم نسمع ولم نقرأ أيضا ولا حتى اعتذارا من البعض من رجال الهيئة الذين صدر منهم الخطأ، هذا في الوقت الذي أكد فيه الدكتور الشثري ل«عكاظ» على محاسبة الرئاسة لكل عضو مخطئ في الهيئة موضحا في معرض رده على تقرير الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان الذي كشف عن تجاوزات بعض رجال الهيئة لانتزاع الاعترافات من المتهمين، أن الهيئة تعاونت مع بعض الجهات الأمنية للتحقيق مع المخطئين من أفرادها وتمت تبرئة العديد منهم. من ناحية ثانية نشرت «المدينة» وفي عدد يوم الخميس 24/1/1432ه: أن الدكتور تركي الشليل المتحدث الرسمي باسم هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في الرياض نفى وجود أي مداهمات للبيوت دون إذن من الجهة المختصة، وأن عمل رجال الهيئة ذو شقين: توعوي وتوجيهي ونهي عن المنكرات وأن هناك إجراءات واختصاصات نظامية تحدد عمل رجال الهيئة في عمليات الضبط والقبض. وأكد الدكتور الشليل على أهمية معرض «خير أمة» وشعاره «نحو تعزيز القيم» مشيرا إلى وقوع البعض من الشباب في سلوكيات غير لائقة ولا منضبطة، مؤكدا على برامج التوعية والارشاد والتوجيه. والله يشهد أن هذا ما نريد للهيئة أن تحرص على تكريس جهودها للقيام به، ولكن بالتي هي أحسن. فمجتمعنا ليس من الملائكة، والخطأ من طبيعة البشر، وما قامت هيئات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر إلا للأمر بالمعروف وأدائه بالحسنى لا بالعصا، والنهي عن المنكر بإحسان لا بالغلظة، فالحق سبحانه وتعالى يقول في سورة التوبة: ((والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر)). ويقول عز من قائل: ((ومن أحسن قولا ممن دعا إلى الله وعمل صالحا)) ويوجه رب العزة والجلال رسوله الذي أرسله ليخرج الناس من الظلمات إلى النور بقوله في سورة آل عمران: ((ولو كنت فظا غليظ القلب لانقضوا من حولك)).وهذا هو ما نريد من إدارات هيئات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أن توجه به رجالها الذين يعملون في الأسواق له وأن يلقى المتجاوز منهم جزاءه، فقد جاء فيما تحدث به رئيس هيئة الأمر بالمعروف في مكةالمكرمة فضيلة الدكتور أحمد بن قاسم الغامدي لمجلة «اليمامة» في عددها الأخير الصادر يوم 16/1/1432ه: ((إن الخطأ الذي ارتكبته الهيئة هو ترك الحزم مع المتجاوز في عمله))، ولله الأمر من قبل ومن بعد.