انباؤكم - د . سعد بن عبد القادر القويعي إذا كان الخطاب الدعوي، يمكن النظر إليه باعتباره الوسيلة التي يقدم بها، فإن مشروع» الترجمة الفورية لصلاة التراويح»، يعتبر من أهم مجالات الدعوة إلى الله، ومن أكبر أسباب الهداية، ونشر الإسلام في العالمين؛ للتأثير على مساحات واسعة من الرأي العام، من خلال هذا المشروع الدعوي الكبير. هذا البث المباشر عبر «قناة القرآن الكريم» من المسجد الحرام باللغة الإنجليزية، و» قناة السنة النبوية» من المسجد النبوي بالفرنسية. إضافة إلى أن» 40» قناة فضائية، تبث الترجمة بالتعاون مع تليفزيون المملكة. تتم من خلال برنامج حاسوبي، يتابع قراءة الإمام صوتاً وصورة، ثم يتم تنزيل الترجمة المكتوبة، والتي تتوافق مع النص المقروء بدقة متناهية. وهي - بلا شك - وسيلة من وسائل الدعوة إلى الله. فالحكمة تقتضي مخاطبة المدعو بلغته التي يفهمها، بالأدلة العلمية المقنعة، والبراهين العقلية الساطعة، حتى لا يخفى عليه الحق بسبب عدم البيان، أو بسبب عدم دعوته بلغته. إن الدعوة إلى الله تقوم على الإقناع والحوار؛ بتوجيه الخطاب اللين، والكلمة الجذابة؛ ليتقبل المتلقي أفكاره وخطابه، ويكسب وده وثقته. فهي دعوة لا تعرف العنف والتطرف، ألم يقل الله - جل في علاه -:(وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إلا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ) ومثله قوله - سبحانه -:(ادْعُ إلى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ). هذا التنوع في الأسلوب الدعوي، بحسب أحوال المدعوين، واختلاف الأزمنة والأمكنة، يعتمد البناء فيه على العقائد، والتعاليم، والنصوص الواضحة، برؤية علمية موضوعية؛ لدعوة الملايين من غير المسلمين حول العالم إلى دين الله، ودعوة الأقليات ممن لا يجيدون التحدث باللغة العربية. إن الدعوة في القرآن، تنطلق من هداية الإنسان، وهدايته، وحفظ كرامته؛ لتكوين مجتمعات يسودها الأمن والسلام والطمأنينة. ولذا فإن الرسالة التي أريد إيصالها في هذا المقال؛ هو: التأكيد على استثمار القواسم المشتركة بين الديانات؛ لتحقيق الاستقرار، والتعايش السلمي، والفهم المتبادل الصحيح، نتيجة جهلهم بحقيقة الإسلام، وسماحته، ووسطيته، واعتداله. وهذه أمور في غاية الأهمية، حتى نستطيع إيصال رسالتنا إليهم بكل يسر وسهولة، ولن يكون ذلك إلا بتضافر الجهود، كل بحسب وسعه وطاقته.