أكد الدكتور عبدالله بن عبدالعزيز المصلح الأمين العام للهيئة العالمية للإعجاز العلمي في القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة أن دعوة الاسلام هي الدعوة الخالدة المستمرة، دعوة الخير والبر والحسنى على مدى التاريخ ، وإلى أن يرث الله الأرض ومن عليها ، مبينا أن هذه الدعوة ثابتة تقوم على منهاج واضح ولم تتحول منذ ظهورها يوم صدع نبينا محمد صلى الله عليه وسلم برسالة الإسلام ، ولم تتغير أهدافها ثابتة ، ومقاصدها نبيلة معروفة، وكشف أن سرهذا الاستمرار والثبات هو الضمان الإلهي بحفظ الرسالة ودعوتها بحفظ القرآن الكريم الذي قال فيه الله سبحانه وتعالى : ( إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون). وأبرز المصلح آيات القرآن الكريم التي ذكرت أساليب التفكير ، وإعمال العقل وحث الناس على الولوج في أبواب العلوم المختلفة داعية إلى حسن النظر والتفكير في مشاهدة الكون وكينونة الإنسان ومن تلك الآيات : (أفلا تتفكرون .. أفلا تعلقون .. أفلا تتذكرون..) وأوضح أن هذا النهج الذي انطلقت منه دعوة الاسلام قد أسهم في سلامتها من الاختلال والاضطراب مما قد حصل لكثير من الدعوات السابقة كما أسهم في جذب أولى النهى وأصحاب الفكر وذوي العقول الراجحة إلى مكنون رسالة الاسلام وجوهرها ومبادئا ، وقبل هؤلاء التعرف على دين الله الخاتم مبهورين بحججه المنثورة في القرآن الكريم وبأدلته التي تعرضها السنة النبوية المطهرة والتي لا يمكن أن تكون كما شهد المنصفون من بني البشر على اختلاف أديانهم من صنع البشر. وأضاف د. المصلح أن الهيئة العالمية للإعجاز العلمي قد وضعت في اعتبارها هذه الحقائق، وأنشأت برامجها على أسس علمية مستنبطة من منهج الاسلام واعتماد مبدأ العلم والتفكير واعمال العقل والحواس لمعرفة الحقائق وسبر أغوارها، ومن ثم تلمس الهداية والمعرفة الصحيحة الحقة مشيراً إلى أن هذا المنهج جعل روح البحوث التي تعرض صور الاعجاز العلمي تمتلك وسائل الجذب إلى المعرفة والإيمان الصحيح ، حيث لاتوجد وسيلة أكثر تأثيراً أو أقوى حجة منها للدعوة، وبخاصة دعوة أهل العلم والمعرفة في مشارق الأرض ومغاربها. وأكد شهادة كثير من هؤلاء العلماء بقيمة بحوث الاعجاز العلمي وبتأثير علومه على العقل ، وكثر منهم آمنوا بعد أن توصلوا إلى الحقيقة التي كانت بعيدة عن منالهم، معلنين أن القرآن الكريم كتاب دعوة عظيم وسفر إلهي تتوفر فيه كل وسائل الاقناع والسبل الموصلة إلى الحقيقة وهذا من الأدلة على أنه كتاب رباني ورسالة إلهية وليس من وضع البشر. مبيناً أن الهيئة تسير على هذا النهج متحرية مناهج البحث العلمي وضوابطه المقررة من خلال الحجة والبرهان لمخاطبة العقول، ففي مجال البحث العلمي ألزمت الهيئة نفسها بضوابط محددة تتلخص في ثبوت الحقيقة وتجاوزها الفرضية والنظرية بحيث لا تقبل النقض ولا التغيير، إلى جانب وجود الدلالة الظاهرة على تلك الحقيقة في كتاب الله أو ما صح من سنة رسوله صلى الله عليه وسلم ، وأن تكون الدلالة وفق مفهوم العرب الذي نزل القرآن بلغتهم، مع الربط بين الحقيقة ودلالة النص بأسلوب ميسر وسهل ، والبعد عن البحث في الأمور الغيبية التي اختص الله بعلمها، مع التزام تفسير القرآن بالقرآن ثم بالسنة الصحيحة ثم بالآثار التي صحت عن سلف هذه الأمة، ثم بدلالة اللغة العربية التي تنزل بها القرآن الكريم. وفي ختام تصريحه قال د. المصلح إن الهيئة العالمية للإعجاز العلمي قد استطاعت بفضل من الله ثم بتعاون المتواصلين معها من الباحثين والمستشارين أن تجمع رصيداً وافرا لم يزل في تزايد من المواد العلمية المتخصصة ، مما مكنها أن توصل صوت الإسلام إلى عقول وقلوب لا يصل إليها الخطاب الدعوي العام، لكونها تعيش في أجواء علمية بحتة. مشيراً إلى أن هذا جزء من منهاج القرآن الكريم في الدعوة إلى حيث أعطى النظر في بديع صنعه وحكمته في خلقه وما ينطوى عليه من دواعي الايمان حقه من العناية والاعتبار. مضيفاً أن الهيئة عن طريق نشر ثقافة الاعجاز العلمي وتعريف غير المسلمين بها قد حملت رسالة الاسلام إلى العالم مبينة عظمة وسماحة تشريعاته بعيداً عن التشنجات والغلو وعدم الموضوعية في مقارنة الحجيج وتبيان ما تضمنه هذا الكتاب المعجز والسنة المطهرة من الحق والهدى لجموع الناس بالبراهين الساطعة والحكمة الدامغة امتثالاً لأمر الله عز وجل (ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن). وبذلك أصبح الاعجاز العلمي رافدا عصريا من روافد الدعوة الاسلامية بين أهله وفي غير أهل، وبدأت الجامعات بأساتذتها وطلابها يولون هذا المجال حقه، فازداد الذين آمنوا إيمانا وتاب الكثير من المذنبين والشاكين ، واطمأن كثير من الحيارى والتائهين ، وصارت الصحوة المباركة في الطريق الذي يريده لها ربها وأن العلم الذي وظفه أعداء الإسلام ضد الدين الإسلامي أصبح سلاحاً مشهراً ضد الإلحاد والكفر والانحلال.