محمد بن عبدالله المشوح - عكاظ السعودية عجائب مطار الملك عبد العزيز في جدة لا تنتهي وغرائبه لا تنقضي ففي كل يوم يطل علينا القائمون عليه بفاجعة على أولئك المسافرين الذين لا يجدون سوى طأطأة الرؤوس لتلك القرارات التعسفية والخدمات المتردية التي لم تزد دعوى التحسين له سوى سوء ووهن. آخر تلك القرارات تلك الرسوم والحزوم التي طوق بها مدخل المطار من دخولك لفناء المطار أو قدومك مع راكب أو مسافر سوف يتحتم عليك دفع مبلغ إذا زادت مدة دخولك عن خمس دقائق. لأول مرة أشاهد مطارا في العالم يتعدى على خدمات المسافرين بهذا التجني. المضحك والمؤسف في آن واحد أن تلك الرسوم من الممكن أن تكون مقبولة إذا كنت متجها نحو مطار استثنائي وتحفة جمالية بديعة أو معلم سياحي بارز مثل مطار هونغ كونغ أو دبي أو هيثرو أو غيرها من المطارات العالمية التي تقودك حتما إلى الإطلال عليها والتأمل فيها. أما أن تكون تلك الرسوم على الدخول إلى ساحة وفناء هذا المطار فهي قمة الاستهانة بحق المواطن والمقيم على حد سواء. سوف آتي على حجة قد يبوح بعض من اخترع هذا الرسم الجاني على المواطن والمقيم وهو أن بعض السائقين يوقف سيارته في تلك الساحة ويتركها مما يسبب زحاما في المطار وساحته. وبلا شك أن ذلك ليس عذرا لأن توقع غير المخالف في جرم المخالف. وأن يحمل البرئ عقوبة المخطئ. هذا فضلا عن تلك المواقف التي طوقت من جهات المطار الأربع بتلك البوابات الالكترونية التي سوف تسحب يوميا مبالغ لا حصر لها لم تدر على هذا المطار شيئا من الوعود المتعاقبة لتحسينه. وقفت بحسرة وأنا أشاهد أعدادا من الإخوة مواطني مجلس التعاون الخليجي وهم يعيشون مرارة الوقوف والانتظار لأسرهم وعوائلهم ولا يجدون كرسيا واحدا يجلسون عليه. هذه صورة من صور الرسوم الضاربة بأطنابها في مطار الملك عبدالعزيز الدولي. ونظرا لأهمية الرسوم لدى القائمين على المطار فقد قاموا مشكورين بملء الممرات الجانبية وتأجيرها على محلات البيع والشراء حتى لا يستطيع الدالف والداخل إلى البوابات في الصالة الداخلية المرور من تلك الحقائب والشنط والأحذية المعروضة في ممرات المسافرين. وهذا مهم في نظر المسؤولين هناك لأنه يدر رسوما !!!! ليس هذا فحسب بل إن الوضع أسوأ بكثير حينما تدخل إلى الصالة الدولية أو إلى صالة الحجاج الدولية حيث ملئت أركان وممرات وزوايا المطار بمحلات البيع والشراء. المؤكد أن المصليات وخدمات الركاب والمسافرين ودورات المياه لو تم وضع رسوم عليها فستكون متكاملة بشكل رائع !! لن تجد وأنت تدخل تلك الصالة التي طرأت بها التحسينات في مطار الملك عبد العزيز أفضل من الجناحين الخاصين بالبنكين وهما يفترشان مساحة واسعة في مجموعها أكبر من مساحة صالة الفرسان التي لا تتسع لأكثر من حوالى عشرين شخصا. آمل أن يتفضل القائمون بزيارة إلى أقرب محطة دولية ليروا الفرق الشاسع والواسع. لا أدري لماذا وإلى متى يظل المواطن رهينا لتلك الخدمات السيئة. كنت آمل من المسؤولين عن هيئة السياحة والآثار وهم شركاء لتطوير مطار الملك عبد العزيز الدولي أن يكلفوا أنفسهم ذات مرة الدخول إلى الصالات المليئة بالركاب وهم يعيشون حالة من الإرهاق والتعب والحر الشديد وانعدام التكييف، وأعان الله الجميع في شهر رمضان.. أسفت ثم أسفت ثم أسفت وأنا أشاهد المراوح الهوائية في محلات تأجير السيارات ولدى بعض المكاتب حيث لا تكييف ولا يحزنون. آمل أن يتفضلوا بزيارة وأن يغادروا كما يغادر المواطن العادي والضيف الزائر والسائح كما يقولون لا من بوابات «المكتب التنفيذي» ليشاهدوا معاناة كبير السن والعجائز والأطفال وهم يكررون ذات المشهد السيئ المسيء والمحبط للوطن وأهله. [email protected] فاكس : 014645999