هناك الكثير من العجائب في كل بلد، ومجاراةً لعجائب الدنيا السبع فقد قررت أن أعد بعض العجائب لدينا والتي يمكن بالفعل أن يطلق عليها اسم عجائب وهي جميعها تنحصر في هيئة الطيران المدني والخطوط الجوية العربية السعودية، وبما أن الاثنتين ما تزالان حكوميتين، وهذا يعني أن من حقي كمواطن بسيط أن أسأل وأتساءل بدون (زعل) عن كل شيء عجيب يمر علي. الأعجوبة الأولى: أني منذ أن خرجت على هذه الدنيا وأنا أسمع عن نية تطوير مطار الملك عبدالعزيز بجدة، ثم تطورت النية إلى قرار، وتطور القرار إلى صرف مبالغ، وتعاقبت أجيال ومطار جدة ما زال هو (مطار جدة) بهيئته البدائية التي تجعلك تخجل من أن يُنسب هذا المطار إلى أغنى دولة نفطية، ويستقبل سنويا ملايين البشر من شتى الجنسيات في أكبر طاقة استيعابية لمطار دولي؟! ومع ذلك نجد أنه وبالمقارنة مع مطار دولة زمبابوي الذي أجزم أن كثيراً من القراء سوف يضحكون بمجرد ذكر هذه الدولة الفقيرة، لكني زرتها قبل سنوات وبدون أي مبالغة فمطار (هراري) أفضل وأنظف من مطار الملك عبدالعزيز بجدة، الأسبوع الفائت كنت في مطار جدة وتحديدا الرحلات الأجنبية وكانت العربات المستخدمة هي عربات الزبالة (أعزكم الله) لعدم توافر عربات للمسافرين جعلتهم يحشرون حقائبهم في هذه الصناديق، ناهيك عن الفوضى العارمة التي جعلتني أنتظر أكثر من ساعة ونصف حتى أحصل على إذن الدخول إلى الصالات التي طوّقها رجال شركات الأمن كثكنة عسكرية وليست صالة استقبال المسافرين. الخلل ليس في المُخصصّات التي تُرصدُ لتطوير هذا المطار، لكن في الرقابة على التنفيذ؛ ففي آخر قرارات الدعم الحكومي لهذا المطار ما أكده ولي العهد الأمير سلطان بأنه تم اعتماد مليار ونصف مليار ريال لتطوير المطار!! لكن بالنظر إلى تاريخ الهيئة العتيق يجب عدم التحليق بالحلم بعيدا بل يجب علينا أن نفكر بالمعقول فالمطلوب مقدار مقبول من الخدمات والنظافة والنظام وبوابات (زي العالم) وسيور للعفش تستوعب كميات الرحلات وعفش المسافرين، ودورات مياه صالحة للاستخدام الآدمي. الأعجوبة الثانية: في مطار جدة أيضا! في الوقت الذي تتردد فيه الدولة في فرض رسوم على الطرق السريعة لا تتردّد هيئة الطيرأن المدني في يوم وليلة في فرض رسم على كل من يقترب من المطار مقداره خمسة ريالات وهي (ضرائب) غير مشروعة في دولة تسعى قيادتها بشكل كبير إلى تجنب أي رسوم إضافية على أي مواطن، لكن مطار جدة استثناء!! يمكن استيعاب فرض رسوم على سيارات الأجرة (ليموزين المطارات) لكن أن يفرض عليك رسم لأنك تريد إيصال عزيز عليك إلى المطار فهي غير مستوعبة؟! بالإضافة إلى تحميل المسافر رسوم التنقل بين صالات المطار (الخطوط السعودية) و(الخطوط الأجنبية) بما يقارب المئة ريال، وكأنه يتنقل من مطار إلى مطار ومن مدينة إلى مدينة؟! الأعجوبة الثالثة: تكمن في الخطوط الجوية العربية السعودية التي يعرف كل متابع لها أنها تسير عكس عقارب الساعة! فالخطوط العالمية تتقدم في خدماتها، وهي على العكس من ذلك؟ فهل يُعقل أن تركب طائرة في رحلة دولية تستغرق سبع ساعات وبعد الساعة الثالثة من الإقلاع تُغلق جميع دورات المياه في الطائرة؟! بحجة أن المياه انتهت وعليكم أن تتخيلوا شكل الركاب على هذه الرحلة وهم في الجو لمدة أربع ساعات بدون دورات مياه؟!! شيء لا يمكن تصديقه، ولولا أني كنت على متن تلك الرحله العجيبة الغريبة مع عائلتي لقلت إن ذلك ضرب من المبالغة.. لكن في عالم الخطوط السعودية كل شيء ممكن ؟!! الغريب أني عندما اتجهت إلى مدير المضيفين في الرحلة بدأ بسرد مبررات تتهم الركاب بإهدار المياه!! وليس في الطائرة التي لم تتزود بالكميات الكافية من المياه، الرحلة والخطوط لم تقدم أي كلمة اعتذار للركاب الذين حبسوا أنفسهم طيلة أربع ساعات. المشكلة أن هيئة الطيران المدني والخطوط السعودية (حاطين في أذن طين والثانية عجين ) والحال تقول (ولكن لا حياة لمن تنادي ) والرزق على الله.