عبدالله منور الجميلي - المدينة السعودية قال الضَمِير المُتَكَلِّم: قبل سنوات مع بدايات تسابق القنوات الفضائية على تقديم برامج الواقع التي تعرض التفاصيل اليومية لمجموعات تعيش في بيت واحد، وما يتخلل هذه البرامج من تجاوزات تخالف الدِّين والقيم الاجتماعية، ومن تلك البرامج سيئ الذكر، وشاغل الناس (ستار أكاديمي)، وشقيقه (الوادي)؛ وغيرهما، (اليوم أصبحت القائمة طويلة)، يومها وفي هذه الصحيفة، وتحت عنوان (مُطَوّع أكَادِيْمِي) كتبتُ متوقعًا ظهور برامج مماثلة، ولكن على الطريقة الإسلامية كما يقولون، أو تزعم بعض القنوات! وعندها تعرّض العبد الفقير الماثل أمامكم لقذائف هجومية، وعبارات ساخرة. كيف تتوقع المستحيل؟ وكيف تتطاول؟! والآن وقد صدق التوقّع (مني أو من غيري) ببرامج عديدة، فماذا يقول الساخرون والمنظّرون؟! يا أعزائي ذاك التوقّع، وذلك الحدْس أساسه أن الغرض من برامج الواقع بكل أشكالها التجارية، واستنزاف نقود المساكين عن طريق رسائل التصويت، ودعم الرصيد والمتسابقين (فالهدف صدقوني واحد)، فهناك مَن يُتاجرُ بإظهار الفتيات مع الشباب بالبنطلونات الضيّقة أو من نوع طيحني، والرقصات والأغاني، وآخرون يتاجرون بمظاهر اللحى والثياب القصيرة والأناشيد (في النهاية كله تجارة، واللي تِغْلُبُّهْ إِلْعَبُّه)! ما ذكّرني بالموضوع أني صدفة رأيت الحلقة الأخيرة من أحد تلك البرامج المستنسخة، وفيها إساءة ظاهرة للمتدينين، ومَن نُعدّهم ليكونوا قدوة للشباب، فالفوضى في الاستديو كانت عارمة، ليس هناك نظام، ولا التزام، بل (قُبلات وأحضان)، والمذيع بُحّ صوته، وسقط (عقاله وشماخه) وهو يُلِحّ على المشاهدين (تَكْفون.. طالبكم صوّتوا للمتسابقين) لتدخل الدراهم للمنظمين (هذا لِسَان الحال)! هذه الأطروحات والمحاولات في النفس منها خيفة، لطابعها المادي، وغرضها الأيدلوجي، فمن هنا دعوة لفتح صفحة النقاش حولها، ومعرفة أبعادها ونتائجها، سلبًا وإيجابًا، وهل كل ما ظهرت نبتة في عالم اليوم اضطررنا إلى استنساخها ووضعها في قالب إسلامي؟ أليس ديننا هو الأصل.. وفيه ما يغنينا عن التقليد الأعمى، والركض اللاهث المستمر خلف التعليب والتغليف، وإيجاد البدائل لنصنع سَمَكًا مذبوحًا على الطريقة الإسلامية)؟! ألقاكم بخير، والضمائر متكلّمة.