قال الضمير المتكلم : وصف المستشار في الديوان الملكي عضو هيئة كبار العلماء الشيخ عبدالله المنيع المواطنين المتحايلين على نظام التأمينات الاجتماعية الذين تستغلهم بعض الشركات في تمرير معاملاتها بشأن توظيف السعوديين ب «التّيُوس المستعارة». وقال الشيخ المنيع في البرنامج الإذاعي «سؤال على الهاتف» أول من أمس رداً على متصل سأل عن الحكم في تعمّد بعض الشركات توظيف سعوديين ومنحهم رواتب في مقابل جلوسهم في المنزل لتمرير معاملاتهم على مصلحة التأمينات: «هذه الشركات «خائنة»، وهؤلاء الشباب الذين يرضون بمثل هذا الكسب من دون عمل ولا جهد هم مثل تيوس مستعارة وجميعهم يستحق العقوبة... ))! هذا ما نشرته صحيفة الحياة يوم السبت الماضي 26/1/1432ه . والحقيقة أن هذا الخبر ( وبعيداً عن خصوصيته التي تستحق التأييد والتصفيق ) ، يحمل البشرى والمؤشرات الإيجابية بأن علماءنا بدأوا خطواتهم العملية في ملامسة قضايا المجتمع ، والاقتراب أكثر من دائرة همومه ؛بعيداً عن الدوران في فلك قضايا قُتِلَت بحثاً ، وأصبحت من المعلوم بالدين بالضرورة ؛ فتلك المسائل لابد أن تترك لصغار طلبة العلم !! أما كبار العلماء الذين هم مَحِل الثقة والتقدير ؛ فيجب أن يكونوا عَوناً لمجتمعهم ؛ ليس بعضوية اللجان الشرعية للبنوك ؛ التي لا هَمّ لها ( وأنا هنا أعني البنوك ) إلا سَحق المواطن ، وسجنه عن طريق صيده بِسِنّارَة (البرامج والقروض والبطاقات الائتمانية ذات الفوائد التراكمية العالية ) ولكنها بأمر تلك اللجِان شَرعية ؛ والمحصلة أكثر من( 80% ) من المواطنين مُقْتَرِضون ؛ وهم سمَك مذبوح على الطريقة الإسلامية !! المجتمع يريد من علمائه أن تكون أصواتهم حاضرة ومُبَادرة تتزامن مع الواقع والحدث ، وتنطق بكلمة الحق الواضحة مباشرة دون تلَعثم أو التفاتة للوراء أو انتظار لِرَجْع الصّدى من هنا أو هناك !! وبمناسبة ( فَتْوى التّيوس المُسْتَعَارة ) المجتمع يسأل معالي الشيخ المنيع – حفظه الله - عن رأيه ووصفه ( للهَوامير إياهم ) الذين اختبأوا خلف ( السِّتَارة ) وباعوا أسماءهم ووطنهم للعمالة الوافدة ذات العيون الزرقاء التي استغلت سلطتهم وجاههم ، وضربت بسوطهم ؛ فاستعمرت ( تجارة الوطن ) ، وتقاسمت كعكته بشركات ومشاريع عملاقة ، وركلت المواطنين خارج الصندوق ؟! وما قول معاليه بأولئك ( الهوامير) الذين يتاجرون ببيع مئات الآلاف من تأشيرات العمل ؟! وما حكم معاليه فيمن كانت نتيجة خططه ودراساته الحاضرة والمستقبلية تكدّس أكثر من ( خمسمائة ألف شاب سعودي ) يعانون البطالة والفَقْر ؛ وكيف يُسهِم بصوته ومشورته في معالجة معاناتهم ؟! وما توجيهات معاليه لأولئك الشّباب العاطلين حتى لا يتحولوا أيضاً إلى ( تيوس مُستعارة عند العمالة الوافِدّة ؟!) ألقاكم بخير والضمائر متكلمة . فاكس : 048427595 [email protected]