قال الضَمِير المُتَكَلِّم: كانت هذه المساحة يوم الخميس الماضي مَسْرَحاً لرسالة الأستاذ أيمن زاهد التي حملت عِتاباً من وجهين أولهما لغوي: فيه نَقَد لعبارة (قال الضمير المتكلم، وألقاكم بخير والضمائر متكلمة)، إذ يؤكد أن الضمائر المتكلمة (أنا ونحن) لا يقال معها: (قال الضمير المتكلم)! وفي ثانيهما: يرى أن هذه الزاوية تتناسى الإيجابيات، وتركز فقط على السلبيات، وأن مَن يداوم على قراءتها يعتقد أن مجتمعنا يعيش في جهنم الصغرى كما قال، مع أن بلادنا تنعم بالخير الوفير وأبرزه نعمة الأمن والأمان!! ويومها أخرت التعليق على تلك الرسالة اللطيفة انتظاراً لسماع وجهات نظر القراء الأعزاء التي ركزت على الوجه الثاني وفيها كانت على طرفي نقيض فبعضها كان مؤيداً للأستاذ أيمن، وتعليقات أخرى طالبت بالتركيز على السلبيات!! أما الضمير المتكلم فيقول بعد شكر الأستاذ أيمن زاهد على تواصله، وكريم توجيهاته: ما يقصد هنا بالضمير المتكلم - يا رعاك الله - ليس الضمير النحوي اللغوي (أنا ونحن) وأشقاؤهما؛ بل الضمير الإنساني الحَي الذي ينطق بالحق، ويحاول الوصول إليه؛ ذلك الضمير الذي يعمل على قيادة الإنسان للخير، ويجنبه الولوج في مسالك الشّرّ؛ وبالتالي فهو كائن حَي متكلم يقول ويَفْعل أو يقود للفِعل!! أما بخصوص التركيز على السلبيات، وتجاهل الإشارة والإشادة بالإيجابيات؛ فنعم مجتمعنا ووطننا فيه من مظاهر الصلاح والخير الشيء الكثير بل ربما طغت إيجابياته على سلبياته ولله الحمد؛ ولكن ما أعتقده وأؤمن به أن دور الإعلام عموماً، والكاتب الصحفي خصوصاً أن يستغل موهبته والمساحة التي أتيحت لها لتكون عيناً ناقدة تضع مواطن الضعف في المجتمع إنسانياً وفكرياً وإدارياً تحت المجهر، وتحاول الوصول لمعالجتها ما أمكن!! لا أن يجعل الكاتب من مِداد قلمه أو حِبر طابعته وَرْنِيشَاً يُلمِّع فيه أحذية المسؤولين كيما يقتات من بقايا وفُتات موائدهم؛ ثم إن قيام المسئولين بالمهام المنوطة بهم بالطريقة المثلى واجب عليهم، وهم يتقاضون عليه أجراً، فلا ينتظرون له جزاءً أو شكوراً!! وصدقني لو أردت إرضاء بعض المسؤولين، والنيل من عطاياهم لجعلتهم من العبارات المنمقة يتراقصون، ومن سِحر الكلمات يتمايلون؛ ولكن... لا! ألقاكم بخير والضمائر متكلمة. فاكس: 048427595 [email protected]