يعتبر القضاء الحصن الأساسي للأمن الاجتماعي في كل بلد، لهذا أدرك الملك عبد الله مبكراً ضرورة تطويره فأطلق مشروعه الذي بدأ يؤتي ثماره. مع تقديرنا للقضاء والقضاة إلا أنه لا قداسة لهم تجلعهم فوق النقد، بل يمكننا نقد القضاء وتناوله بالملاحظات والانتقادات، مع كامل الاحترام. وإذا كان المحامون أكثر الناس احتكاكاً بالقضاة ومعرفةً بدوائرهم فإن لقاء "إضاءات" الذي سيبث ظهر اليوم سيكون صريحاً، حيث تحدث الدكتور والمحامي: محمد المشوح عن تفاصيل معاناة المحامي تجاه الأنظمة القضائية التي قال إنها بقيت حتى اليوم: "حبيسة تجارب محدودة وضيقة". ناقشته عن مقولته التي أثارت شغب الآخرين عليه، حينما كتب في مقاله في "عكاظ": (القضاء لدينا في آلياته وتجاربه الإدارية ظل حبسا لتجارب محلية تراوح مكانها. وإذا كان القضاة لدينا كان لهم مشاركات عديدة في ملتقيات خارجية وزيارات ميدانية للعديد من المؤسسات والمحاكم القضائية في العالم فإن من المهم أيضا أن ينعكس ذلك على الواقع الذي تعيشه المحاكم والمؤسسات القضائية لدينا بل حتى في وعي القضاة العلمي والواقعي للنوازل العالمية في القضاء وكيفية البت فيها وتنزيلها على الحكم القضائي الشرعي وفق رؤية معاصرة). وتطرق الحوار للصالونات الثقافية، ومنها الصالون الثقافي الذي يعقده المشوح في منزله بالرياض، وهل هي مظهر من مظاهر الوجاهة والاستعراض والترزز؟ كما سألتُه عن المنافسة بين الصالونات والأندية الأدبية، فانتقد المشوح بعض الأندية الأدبية بالاسم بسبب انفصامها عن المحيط الذي تتحرك داخله، مستطردين في النقاش حول دعوة المشوح إلى "إغلاق الأندية الأدبية"! كما تحدث الضيف في "إضاءات" عن "معجم أسر بريدة" الذي ألفه المؤرخ والرحالة: محمد بن ناصر العبودي، وقام محمد المشوح بنشره عن دار النشر التي يملكها "الثلوثية للنشر والتوزيع" وهو الكتاب الذي وثق سيرة مدينة عبر عائلاتها، ونفى المشوح أن يكون الكتاب لتغذية النعرات، وإنما للتاريخ الاجتماعي البحت، كما خصّ "إضاءات" بالكشف عن مشروعات المؤرخ العبودي المقبلة، وتحدث بإسهاب عن قصة الكتاب الذي صار حدثاً اجتماعياً وتلقفه الناس بشراهة. إنها حلقة تناولت جوانب كثيرة، من التاريخ، إلى القضاء، إلى الأندية الأدبية، أتمنى لكم مشاهدة ممتعة.