أبدى أستاذ الأدب في جامعة الملك سعود، الدكتور عبدالمحسن القحطاني، استغرابه من الهجوم الذي تتعرض له «الصالونات الثقافية»، موضحا أنها أكثر دفئاً ورحمة من الأندية الأدبية، فيما قال المحامي الدكتور محمد المشوح إن وزير الإعلام السابق إياد مدني نصحه بالحفاظ على استقلالية الصالونات، وعدم الاقتراب من وزارة الثقافة والإعلام. كان ذلك خلال استضافتهما في ندوة «الصوالين الثقافية»، التي أقامها النادي الأدبي في الرياض في مقره، مساء أمس الأول (الإثنين)، وأدارها سهم الدعجاني. واستهجن القحطاني في الندوة «ما يشاع عن أصحاب الصالونات»، من أنهم من رجال مال وأعمال، وأنهم ليسوا مبدعين أو مثقفين، مشيراً إلى أن هذه ادعاءات لم تقم على دراسات أو إحصاءات دقيقة حتى يتم تعميمها على الصالونات، موضحا أن الصالونات الثقافية «أكثر دفئاً ورحمة من الأندية الأدبية التي تقذف كثيراً، وكثير منها تطالها الأقلام بالنقد والتجريح». ووصف القحطاني الصالونات الثقافية بأنها مؤسسات مدنية، آسفاً على موت بعضها مع موت أصحابها، لارتباطها بحياة شخص، لافتاً إلى أن هناك صالونات «ماتت، وأخرى تحتضر، وهناك أخرى مازالت في مرحلة الطفولة ولم تبلغ الرشد والنضج بعد». وذكر أن كثيراً من الكتاب والأدباء والمثقفين الكبار حضروا إلى الصالونات، وأن الصالونات ظهرت منذ عصور بعيدة، فقبل توحيد المملكة كان لها وجود في كل من جدة والأحساء، مطالباً بضرورة تفعيلها، حتى تستمر ولا تترهل وتشيخ وتهرم، موضحا أن جدة كان فيها خمسون صالوناً! لكن أين هي الآن؟ وقال: خفنا على إثنينية عبدالمقصود خوجة من أن تنطفئ جذوتها، لكنها ستعود مرة أخرى في 27 ذو الحجة، متمنياً أن تتحول الصالونات لمؤسسات يديرها الأبناء بعد وفاة أصحابها، كما أبدى تعجبه من اجتماع كثير من النساء في مكةالمكرمة والقطيف في أنشطة ثقافية، متسائلاً: متى تتحول تلك الاجتماعات لمؤسسات حتى لا تموت وتندثر؟ من جانبه، استعرض المشوح تجربته الخاصة في حضور صالونات في الرياض، مثل إثنينية عثمان الصالح، موضحا أنها تأخذ طابع الجدية، ولا يوجد حضور من قبل الشباب، كما أن الأفكار التي كانت تناقشها مكررة، بينما كانت هناك صالونات أخرى تميل إلى الاحتفالية، ومن هنا كان إصراره على جذب الشباب واستقطابهم للمشاركة في ثلوثية المشوح، «قمت بتقديم شكل جديد من أشكال الصالونات الثقافية، بحرصي على أن يقوم الضيف بطرح ما يود طرحه على الحضور دون أن تكون هناك أوراق مدونة، بل بطريقة عفوية وارتجالية، فالكلمات المكتوبة والأبحاث ليس مكانها الصالونات، بل مكانها المؤتمرات والجامعات، وغيرها من المؤسسات العلمية، أما الصالونات فهي طيف متنوع وتشكيل مختلف، ويختلف الحضور في مشاربهم وثقافاتهم، وكان هدفي هو نقل الخبرات من الكبار للشباب، وكنا نحرص على أن يقوم الضيف بالحديث لمدة ثلاثين دقيقة.. للحديث عما يتراءى له، ثم تبدأ مرحلة النقاش المفتوح بينه وبين الحضور، ونحرص على دعوة الضيوف المميزين، وعلى تكريس الحوار». وأضاف «منهجنا في الثلوثية تقديم وجبة سهلة الهضم، وكل جلسة فيها وجوه جديدة، وقد تعلمنا كثيراً من تجارب غيرنا». وأعرب المشوح عن عدم خوفه من انتهاء، أو موت، الصالونات، مضيفا «نحن لا نستطيع أن نلزم أبناءنا بالاقتداء بما نقوم به دون اقتناع منهم»، مشيراً إلى أن الأهم هو ما يقدم من قبل صاحب الصالون، فالاستمرارية ليست مشكلة تستلزم البحث عن حلول. وعن علاقة الصالونات بوزارة الثقافة والإعلام، ذكر المشوح أنه تحدث مع وزير الثقافة والإعلام السابق، إياد مدني، فقال له الوزير «الأفضل لكم أن تكونوا بعيدين عن الوزارة». وحول عدم احتواء الصالونات على جلسات خاصة بالنساء، قال المشوح إنه سأل عبدالمقصود خوجة حول ذلك، فقال له إن النساء لا يحضرن، رغم تخصيصنا صالوناً خاصاً بهن، وهذا ما ثبطني عن تخصيص صالون للنساء موازٍ لصالون الرجال.