الرياض - فيصل العواضي - تصوير- عبد الرحيم نعيم في ليلة تغلب فيها دفئ اللقاء على برودة الطقس والثقافة على ظلمة الليل كان موعد للقاء ضم كوكبة من ألمع رجال الأدب والثقافة والفكر ومن أصحاب الفضيلة العلماء برعاية معالي الوزير الشاعر المثقف الدكتور عبد العزيز خوجه وزير الثقافة والإعلام تحت سقف طالما ترددت بين جنباته أحاديث عذاب وأفكار وضاءة ذلك اللقاء كان في منزل الدكتور محمد بن عبد الله المشوح وتلك المناسبة هي مرور عشر سنوات على ثلوثية الدكتور المشوح التي أعد لها احتفالية حضرها ورعاها معالي الدكتور خوجه، وأكد معالي الدكتور عبد العزيز محي الدين خوجه أن الثقافة فعل اجتماعي وأن المثقف لا يجد ذاته إلا إذا وجد من يصغي إليه ويتفاعل معه موضحا أن الصالونات الأدبية هي أقرب وسيلة للالتقاء بين المثقف والجمهور. وقال في كلمته التي ألقاها في الاحتفالية: إن المنتديات الأدبية في عموم المملكة أثرت الحراك الثقافي وكانت عاملا مكملا لدور الأندية الأدبية مستعرضا تاريخ الصالونات والمنتديات الأدبية التي شهدتها منطقة مكةالمكرمة وبعض المدن في الحجاز في فترة مبكرة. وألمح معالي الدكتور خوجه إلى أن المنتديات التي تشهدها الرياض العاصمة على مدار أيام الأسبوع تجاوزت أصداءها المملكة إلى الوطن العربي وأصبح لها مرتادون من كل ألوان الطيف الثقافي والفكري والعلماء وهذا من شأنه أن يثري الحوار ويخلق التقارب بين الرؤى والأفكار. واختتم كلمته بالتهنئة للدكتور المشوح متمنيا للثلوثية وصويحباتها المضي إلى الأمام وأن يعمدن إلى إثراء المكتبات بالإصدارات من واقع الفعاليات التي تنفذ فيهن. وكان الدكتور محمد المشوح قد ألقى كلمة رحب في مستهلها بالدكتور خوجه والحضور مثمنا رعايته لهذه الاحتفالية التي تعكس الدعم الذي تقدمه حكومة خادم الحرمين الشريفين للثقافة والمثقفنين ثم استعرض مسيرة الثلوثية والأهداف التي قامت من أجلها وكيف بدأت الفكرة بإقامة مجلس ثقافي يدعى إليه شخص ممن أسهموا بالفكر والثقافة والمعرفة ليتحدث عن تجربته ويناقش الحضور فيها وذلك بأسلوب سهل يراعي التباين في المستويات الثقافية للحضور بعيدا عن أسلوب المحاضرات العلمية المتخصصة وقد عنيت الثلوثية بالمستجدات الثقافية والحدث الاجتماعي وسعت في استضافة بعض ممن لهم مشاركة في تلك الشئون إلى جانب منحى آخر اختطته الثلوثية في رمزية التكريم والاحتفاء بالضيف من خلال تقديمه للحضور بسيرته الذاتية وبيان جهوده العلمية وتكريمه في نهاية اللقاء بدرع تذكارية مبينا أن الثلوثية تراعي أيضا جانب الحضور بإتاحة أكبر قدر لهم من الوقت لإبداء ملاحظاتهم وتعليقاتهم إلى جانب استضافتها لعدد من كبار المسئولين في الدولة في ندوات مفتوحة التقوا من خلالها بالمواطنين بعيدا عن بيروقراطية العمل. وشكر في كلمته الدعم الذي تلقتها الثلوثية وغيرها من المنتديات الأدبية من لدن صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز وزير الدفاع وصاحب السمو الملكي الأمير سطام بن عبد العزيز أمير منطقة الرياض والذي كان له الأثر في استمرارية هذه المنتديات وأن تكون الرياض أكبر عاصمة عربية تحتضن مثل هذه المنتديات على مدار الأسبوع بل إن بعض الأيام يكون بها أكثر من منتدى. وكان معالي الأستاذ عبد الرحمن السدحان أمين عام مجلس الوزراء قد ألقى كلمة نيابة عن الرواد الثلوثية شكر في مستهلها الدكتور محمد المشوح على هذه المبادرة التي امتدت لأكثر من عشر سنوات تم من خلالها تكريم عدد من الرواد وتنفيذ فعاليات أسهمت في اثراء الفكر والحراك الثقافي. ووقف السدحان أمام التفاعلات التي تشهدها الساحة الثقافية ممثلة بانتخابات الأندية الأدبية وما أفرزته من نتائج قبل بها البعض وأنكرها آخرون إلى جانب الاعتراض من قبل البعض على مشاركة ووجود المرأة وهو ما مثل تشدد في الاجتهاد أو اجتهاد متشدد و نعت ما يجري بالربيع الثقافي الذي يتسم في ظاهره بالمطالبة بالتغيير شأن الربيع العربي لكنه تغيير يتسم بالغموض وعدم وضوح الرؤية مطالبا أن لا يكون التغيير شكليا كما رفض فكرة عدم التوريث وعدم التأنيث التي طرحها البعض ودعى أن لا يتصدى إلى حمل المسئولية الأشخاص من ذوي الكفاءة والقدرة على النهوض بأعباء المسئولية. إلى ذلك القى الدكتور عبد الله الوشمي رئيس مجلس إدارة نادي الرياض الأدبي كلمة المثقفين أشار فيها إلى الشراكة بين النادي الأدبي في الرياض وثلوثية المشوح من خلال الإصدار الأول الذي رعته الثلوثية متطلعا إلى توسيع آفاق الشراكة بإصدار جديد. إثر ذلك ألقى الشاعر مشوح بن عبد الله المشوح قصيدة نالت اسحسان الحضور ثم شاهد الحاضرون فيلما وثائقيا عن مسيرة الثلوثية تلى ذلك افتتاح معرض الصور الراصد للثلوثية منذ انطلاقتها واختتمت الفعالية صحيفة الجزيرة حيث تسلم درع التكريم الزميل محمد بن عبدالعزيز الفيصل , وتكريم معالي وزير الثقافة والإعلام من قبل الدكتور المشوح وقد تناول الجميع طعام العشاء على مائدة الدكتور المشوح. حضر الحفل معالي الدكتور عبد الله الجاسر نائب وزير الثقافة والإعلام وسعادة الدكتور ناصر الحجيلان وكيل الوزارة للشئون الثقافية وسعادة الدكتور عبد العزيز العقيل وكيل الوزارة للإعلام الداخلي وعدد من أصحاب الفضيلة العلماء وأصحاب المعالي والسعادة ولفيف من كبار الأدباء ورجال الصحافة والإعلام .