الذين يظنّون أنّ هذه الأمة ستبقى خرساء تجاه عدوان المحسوبين عليها.. مخطئون.. الذين يعتقدون أنّ العلماء العاملين المجاهدين في هذه الأمة، قد انقرضوا.. حالِمون.. الذين يَتُوقون إلى المجد، باقتراف كل المحرَّمات بحق هذه الأمة.. واهمون.. الذين ينتهكون كلَّ محرَّمٍ بحقنا، ويقتلون كلَّ (عُمَرٍ) منا، ويَسحقون كلَّ (عائشةٍ) من بنات شعوبنا، ويستحِلّون دماء كلِّ (أبي بكرٍ وعثمان وسعدٍ وعمروٍ وخالدٍ ومعاوية و..).. ولا ينتظرون رداً صافعاً حاسماً واضحاً يضعهم في حجمهم الحقيقيّ، ويردّهم إلى المكانة التي يستحقّونها.. خائبون.. ما الذي فعله الشيخ (محمد العريفي)، نسبةً إلى شلالات الدم التي أراقها الخونة المختبئون: إما وراء دبّابةٍ أميركية، أو خلف فتوى فارسيةٍ صفويةٍ حكمت بالكفر أو بالإعدام، على كل مسلمٍ أحبَّ صحابةَ رسول الله صلى الله عليه وسلم؟!.. ما الذي فعلته خطبة جمعة، أمام عشرات القنوات الفضائية الفارسية الشيعية، التي تشتمنا ليل نهار، وتنال من عِرض رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتُحرِّف قرآننا، وتنتهك سمعةَ آل البيت وأعراضَهم باسم مَحَبَّتهم، وتُحرِّض على أوطاننا، وتُشجّع على التآمر مع كلِّ عدوٍّ ضدنا، وتُثير الطابورَ الخامس المتربِّصَ بنا والقابعَ بين ظهرانينا، لتفتيت بلادنا، وتمزيق وحدتنا، والتشكيك بإسلامنا؟!.. ما الذي فعلته بضع كلماتٍ قالها الشيخ (العريفي) قهراً وكمداً، إزاء أبناء الرويبضة الذين قَدِموا على فوّهات المدافع الأميركية والصهيونية، لاحتلال بلاد الرافدين العظيمة، وانتهاك عِرض بغداد، عاصمة العواصم العربية والإسلامية، بمباركةٍ من أبناء الأفاعي وأحفاد ابن العلقميّ، المختبئين في سراديبهم، الذين لا يظهرون إلا لإثارة فتنةٍ أو تنفيذ مؤامرةٍ بحق الإسلام والمسلمين؟!.. هل نُذكِّر الذين (يَفِحّون) باسم الوحدة الإسلامية.. هل نُذَكِّرهم بفتاوي الفارسيّ الذي فَرَشَ بوّابات بغداد بالسجّاد الأحمر، للأميركي (بريمر)، كما فعل منذ قرون.. ابنُ العلقميّ مع هولاكو المغوليّ؟!.. تلك الفتاوي العار، التي يقول على رأسها: [كل ما خالف مذهب الإمامية الإثني عشرية، فهو باطل]!.. أم نُذكِّرهم بما قاله الحاكم الأميركيّ المحتلّ (بريمر) في مذكّراته، بكتابه الشهير (عامٌ قضيتُهُ في العراق).. بما قاله حول تواطؤ الفارسيّ الصفويّ مع العدوّ الأميركيّ؟!.. فقد قال (بريمر) حرفياً: [.. إنّ السيستاني لا يقبل أن يظهرَ علانيةً بأنه يتعامل مع قوّة احتلال]!.. [.. وبينما كانت وسائل الإعلام العربية والأجنبية تتحدّث عن الصلات المقطوعة بيننا وبين السيستاني، فإنني كنتُ على اتصالٍ مستمرٍ معه حول القضايا الحيوية]!.. [وقد أرسل السيستاني إليّ ذات يومٍ يقول: إنّ عدم لقائه بنا ليس ناتجاً عن عداءٍ لأميركة والتحالف، وإنما لأنه يعتقد بأنه بذلك الموقف، يمكن أن يكونَ أكثر فائدةً لتحقيق أهدافنا المشتركة]!.. طبعاً، وكما هو واضح ميدانياً، فنحن وأوطاننا وديننا وشعوبنا وثرواتنا.. أهدافهم المشتركة!.. على الذين انتفضوا، وما يزالون ينتفضون، تحت مغالطات شعارات (الوحدة الإسلامية) والاعتدال، لإخراس صوت الحق بعد أن بلغَ السيلُ الزبى.. عليهم أن يكونوا أشدّ مروءةً وكرامةً وحَمِيّةً لِعِرض رسول الله صلى الله عليه وسلم، الذي يُسيء إليه المارقون، على مدار الساعة، ولأعراض صحابته الكرام رضوان الله عليهم.. وذلك من حميّتهم لدجاجلة العصر، الذين خانوا الله ورسوله، وكفّروا ويكفِّرون، ملياراً ونصف المليار من المسلمين، وقد وصلت نيران (كِسراهم) إلى بيروت ودمشق وصنعاء والمنامة.. وهي تحاول بلوغ الرياض ومكة المكرّمة والمدينة المنوّرة.. وكل عواصم البلدان العربية والإسلامية!.. أما أولئك الذين يحكمون بغداد بالرتب والمواقع والمناصب التي منحهم إياها جنرالات أميركة، من قادة الميليشيات المشكَّلة لقتلنا وتدمير إنساننا وبلداننا، وتشويه ديننا.. فخير وصفٍ لهم، هو ما قاله بهم وبأمثالهم، سيّدُ الخَلق محمد بن عبد الله، عليه الصلاة والسلام، منذ أكثر من أربعة عشر قرناً: [مِن اقتراب الساعة، أن تُرْفَعَ الأشرارُ وتوضَعَ الأخيار..] (أخرجه الطبراني والحاكم)، و: [سيأتي على الناس سنوات خدّاعات، يُصَدَّق فيها الكاذب، ويُكَذَّب فيها الصادق، ويؤتَمَن فيها الخائن، ويُخَوَّن فيها الأمين، ويَنطِق فيها الرُّوَيْبِضَة، قيل: وما الرُّوَيْبِضَة؟.. قال: الرجل التافه ينطِق في أمر العامّة] (رواه أحمد والبيهقي والحاكم).