صالح محمد الجاسر - الاقتصادية قوقل Google محرك البحث الشهير على الإنترنت استطاع وبجدارة أن يزيح عشرات محركات البحث ليتسيد الموقف، كما استطاع أن يصبح أهم موقع على الإنترنت يتعامل معه كل باحث عن معلومة. وليس بغريب هذا الثناء الكبير الذي يمطره الكتاب على محرك قوقل، فهو صاحب فزعات عندما يحتاج الإنسان إلى معلومة ما، فتجده يسارع بعرض عشرات النتائج المختلفة ليختار منها الباحث ما يشاء بغض النظر عن صدق تلك المعلومات. وإذا كان لمحرك قوقل مكانته الكبيرة لدى المتعاملين معه من العرب، فهو ذو مكانة أكبر وأدق مع اللغات الأخرى، ليس بسبب موقع قوقل، ولكن لأن أوعية المعلومات بتلك اللغات معدة بشكل أدق وأوضح. وعودة إلى عنوان هذا المقال الذي قد يستفز أصدقاء «قوقل»، أشير إلى أن «قوقل» لا يتحمل وزر ما يوجد من معلومات مغلوطة أو مضللة أدرجت عبر شبكة الإنترنت، وإنما يتحمل الوزر من يضع تلك المعلومات المخالفة للواقع، من أفراد وجهات هدفها تضليل المتلقي ودفعه إلى بناء رأي يوافق توجهاتها، سواء عبر مقال أو خبر أو إدراج سيرة ذاتية تتضمن معلومات مبالغا فيها أو خاطئة، خاصة أنه ليس هناك بروتوكول يجرم إدراج مثل هذه المعلومات عبر شبكة الإنترنت. ولهذا تجد أن بعض من يتعاملون مع الإنترنت يرون فيه مجالا للشهرة عبر إبراز قدرات أو إضافة مهارات أو شهادات لم ينالوها، وإنما هي مجرد أوهام تدرج على طريقة إن لم تنفع فلن تضر، وإذا ما بحثت عن اسم عبر هذا المحرك أو غيره من محركات البحث وجدت تلك المعلومات جاهزة، فإذا لم تكن تعرف صاحب تلك المعلومات، فقد تخدع وتصدق أن كل تلك الشهادات والخبرات قد اكتسبها عن جدارة، وليس من باب التمني، وهذه أمور يجب أن ينتبه لها كل من يبحث عبر الإنترنت، فلا يأخذ كل معلومة ترد على أنها حقيقة غير قابلة للنقاش. مناسبة هذا الحديث ما ذكره صديق من أنه كان يتصفح بعض مواقع الإنترنت، ولفت نظره مقال تضمن ثناء كبيراً على شخص يعرف تأهيله، كما يعرف حرصه على الانتشار عبر الإنترنت سواء عبر التصريح أو النشر عن تحركاته، وتضمن ذلك المقال وصف ما يحمله ذلك الشخص من مؤهلات، منها حصوله على شهادات عليا من جامعات أمريكية ذكرها بالاسم، وأن له كتاباً يُدرّس في معظم جامعات الوطن العربي، ويعد الأكثر انتشارا في العالم العربي. يقول ذلك الصديق إنه حرص على معرفة مصدر تلك المعلومات التي تخالف الواقع، ففوجئ أن مصدرها الشخص نفسه، الذي نشرها عبر أحد المنتديات، فأصبحت ترد عبر مواقع البحث عند البحث عنه بالاسم. ولا يتوقف التزوير عبر مواقع الإنترنت على إيراد معلومات أو أخبار غير صحيحة، بل امتد ذلك إلى الصورة سواء منها الثابت أو المتحرك، فمع تطور التقنية أصبح بالإمكان تركيب صور أو مقاطع فيديو وبثها عبر شبكة الإنترنت وتوجيهها - عبر التعليق عليها - وجهة تخدم أهدافاً معينة، وغالباً ما تكون محاولة الإساءة إلى أشخاص أو دول، ولكون الصورة لدى المتلقي أكثر مصداقية، يتم أخذها وتداولها مع ما أرفق معها من تعليق وكأنها حقيقة لا تقبل الجدال.