تعلمنا في الصغر أن الحواس الخمس هي: حاسة السمع وحاسة البصر وحاسة الشم وحاسة اللمس وحاسة التذوق ... لكن دعونا نضيف حاسة سادسة جديدة ألا وهي حاسة البحث. هذه الحاسة التي اكتسبناها مع تغلغل الإنترنت في حياتنا حيث أصبحت سمة بارزة لمستخدمي شبكة الإنترنت. فكل مستخدم للإنترنت لابد وأنه قام بعملية البحث على الويب بشكل شبه يومي. حتى أننا أضحينا نستثقل الذهاب لمفضلتنا للبحث عن موقع قمنا بتخزينه لنستبدلها بعملية البحث في قوقل، أو ما يطلق عليها عملية (القوقلة). فالكل يجمع على أن البحث مهارة مكتسبة تتطور وتتحسن مع مرور الوقت، وكلما استخدمنا محركات البحث أكثر وبحثنا عن معلومات مختلفة كلما تحسنت ملكة اختيار الكلمات البحثية المناسبة وأيضا تطورت لدينا الحيل البحثية التي تعود بنتائج لا يمكن لشخص مبتدئ الحصول عليها. كما أن البحث على الإنترنت أصبحت مصدر رزق للكثير من الأشخاص والشركات على حد سواء. فهناك أشخاص اتخذوا البحث مهنة تدر عليهم ذهبا. فالباحثون وطلاب العلم وغيرهم يلجؤون لأشخاص متمرسين للبحث لهم عن المعلومات على الشبكة العنكبوتية. أما الشركات فتستخدم الكلمات البحثية للترويج لسلعها وخدماتها. مجمل القول، البحث مهارة مكتسبة على مستخدمي الإنترنت إتقانها، وحتى تتطور هذه المهارة على الشخص أن يتعلم كيف يبحث. ودائما ما كنت أنادي من حولي بالبحث عن المعلومات على الشبكة، ففي حوار شبه يومي مع إحدى الصديقات قاطعتني بقولها (ألاحظ عليك كلما طلبت منك معلومة قلت لي ابحثي)، ثم استطردت قائلة (وها أنا ذا أريد أن أشكرك لأنك دليتيني على الطريق الصحيح فقد أصبحت لدي مهارات في استخدام محركات البحث). هذا التعليق وغيره دائما ما كنت أسمعه من زميلات وطالبات تعاملت معهن، إنها تفعيل الحاسة السادسة، مهارة البحث الصحيح على شبكة الإنترنت.